الدليل منصة علمية منهجية، تجمع بين التأصيل والإحياء، يشرف عليها نخبة من أهل العلم المتخصصين، لتأخذ بيد المسلم للارتقاء على مدارج أهل السنة والجماعة علما وعملا.
يأخذلدليل بيد السالك أولا إلى دليل القرآن وعلومه، فهو دليل أصل العلم والنبع الصافي الذي أخرج خير أمة للناس، بمنهجية سنية علمية تربوية، تربط بين طالب الحق وكتاب الله تعالى، ولا تستغرق مع العلوم النظرية والخادمة إلى حد يبعدها عن روح القرآن ومنهجه. ثم يعرج على دليل العقيدة والمنهج، دليل هداية الناس إلى أصول التوحيد والإيمان الذي جاء به النبي ﷺ وتعاقبت عليه الرسل، فيكشف عن أصول أهل السنة والجماعة العلمية، وعن سيرتهم وهديهم العملي، ويضع واقع المسلمين المعاصر في الميزان، ليعين المسلم على اتباع طريق النجاة، سالما من البدع والانحرافات العقدية، ساعيا لإعادة إخوانه المسلمين إلى نبع الدين الصافي. أما دليل الفقه وأصوله فهو دليل إحياء تراث الأمة السلفي لتظهر من خلاله نصاعة الشريعة الإسلامية وثراؤها، من خلال المناهج والبرامج القادرة على إخراج الكوادر العلمية المتخصصة في مجال الفقه وعلومه، والخادمة أيضا لغير المتخصصين وفق احتياجاتهم. وأخيرا ينتهي الدليل بالسالك إلى دليل التاريخ والواقع المعاصر، الذي يدعو المسلمين لاقتفاء أثر السيرة النبوية باعتبارها مصدر التأسي والاقتداء، ويبين للمسلمين نصاعة تاريخهم وينقيه من الشوائب والشبهات، ويمحص عوامل قيام ونهضة الدول والممالك الإسلامية وسقوطها، ودور الحركات الإصلاحية في الخط التاريخي الإسلامي، ثم يرسم معالم منهج الإصلاح والتغيير لواقع المسلمين على أساس راسخ من الحكمة والهدي النبويين.
وقد اختطالدليل لتحقيق رسالته انطلاقة مركزة تُعنى بأدلة أربعة يتبعها إن شاء الله سائر الأدلة.
يرتكز الدليل في بناء منهجيته على مكتبة الدليل، عملا بالمثل (ثبت العرش ثم انقش). وتقدم المكتبة تصنيفا منهجيا للعلوم يحوي التصنيفات والأقسام الرئيسة والفرعية للعلوم المتضمنة في الأدلة الأربعة، ثم قاعدة بيانات تفصيلية لأهم الكتب المندرجة تحتها والمنتقاة بعناية. وعملية الانتقاء تتم وفق منهجية علمية هي التي تُضفي على منصتنا – من بين نظائرها من المواقع المتخصصة – طابعها الخاص.
ومن هذه المكتبة الثرية يصوغ الدليل بعناية منهج الدراسة، وهو برنامج دراسي موضوع من قبل نخبة من أهل العلم المتخصصين في كل منحى، يبدأ معه السالك خطواته الأولى على درب التحصيل المنهجي بداية متدرجة متأنية، تصل به – بحول الله تعالى – إلى مرحلة التخصص والإتقان.
ويقدم الدليل المعونة للقارئ والدارس في القسم التفاعلي مشروعات الأدلة من خلال خدمة علوم سلفنا الصالح وتقريبها – بصدق وأمانة – بما يوافق لغة العصر: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم﴾، والبيان المنشود إنما هو بتقريب كتب المتقدمين – على نحو ما نجد في المختصرات والتهذيبات والأدلة المشجرة من مصنفات المعاصرين – عوضا عن التصنيف المبتدأ ما أمكن؛ فإن هذا أنفع وأرجى للبركة. ويفتح القسم الباب لكل مسلم يرغب في الإسهام بمحتوى هادف يقرب علوم سلفنا وينفع الدارسين.
وأخيرا فإن الدليل يقدم لمسترشده عصارة جهد دعوي منهجي دؤوب يتطلع لإحياء أمتنا على دعائم الحق والهدى التي ورثها أهل السنة والجماعة خلفا عن سلف.