عبد الوهاب المسيري

والملقب بـ

عبد الوهاب محمد المسيري ولد في مدينة دمنهور في مصر، عام ١٩٣٨م. ودرس الابتدائي والثانوي في مقر نشأته. في عام ١٩٥٥م التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم اللغة الإنجليزية وتخرج عام١٩٥٩م، وعين معيدًا فيها عند تخرجه. سافر إلى الولايات المتحدة عام١٩٦٣م حيث حصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة رتجرز بنيوجيرسي.عند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود، كما عمل أستاذا زائرا في أكاديمية ناصر العسكرية، والجامعة الإسلامية العالمية، وعضو مجلس الخبراء في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومستشارا ثقافيا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك. وهو عضو مجلس الأمناء في جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرغ بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الاميركية.صدرت له عشرات الدراسات والمقالات عن إسرائيل والحركة الصهيونية، ويعتبر واحدًا من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيوينة.انتمى المسيري الى اليسار المصري وللحزب الشيوعي بالتحديد، وفي ٢٠٠٤م انضم المسيري لحزب الوسط الإسلامي ليصبح من أوائل المؤسسين.في عام ٢٠٠٧ تولى منصب المنسق العام لحركة كفاية التي تأسست في نهاية ٢٠٠٤م للمطالبة بإصلاح ديمقراطي في مصر. وهي الحركة التي عارضت في تلك الفترة حكم الرئيس محمد حسني مبارك وسعت لإسقاطه من الحكم بالطرق السلمية. وقد تعرض للاعتقال من قبل السلطات المصرية أكثر من مرة.من أبرز أطروحات المسيري الفكرية ما طرحه حول "المجتمع التراحمي" و"المجتمع التعاقدي" وإسقاطه لهذه الأطروحة على حياته ابتداءً من نشأته في مصر إلى انتقاله إلى أمريكا لإكمال دراسته. حيث يوضح أن المجتمع التراحمي باختصار هو المجتمع الذي تقوم علاقاته على التراحم والتعاطف بين أفراده، على النقيض من المجتمع التعاقدي الذي تقوم العلاقات فيه على أساس تعاقدي ومصلحي. وذكر مثال "فض غلاف الهدية" على ذلك، حيث يمكن أن يوضح مفهوم "التراحم" و"التعاقد". ففي مصر، كما يقول المسيري، حينما يحصل الإنسان على هدية، فإنه لا يفضّ غلافها، فهي قيمة إنسانية بذاتها ولا يهم محتواها، لكن في أمريكا أشاروا له بضرورة فض غلاف الهدية وإظهار الإعجاب بها مباشرة أمام المُهدي، وهذا في نظر المسيري يجعل الهدية تتحول من قيمة إنسانية بذاتها إلى ثمن محدد أي من إطار تراحمي إلى إطار تعاقدي.الخيط الذي يمكن أن يجمع بين نظريات المسيري الفلسفية هي إيمانه بأن الإنسان ظاهرة مركبة ومعقدة لا يمكن أن تُرَد إلى مستوى الطبيعة (المادة الأدنى والبسيط)، فالطبيعة/المادة يمكن أن نفهمها في شكل نظريات وقوانين رياضية (قوانين الفيزياء والكيمياء والعلوم المختلفة)، أما الإنسان فلا يمكن أن يفهم في هذه المعادلات والقوانين المادية لأنه نظام مركب ومعقد.كما تكلم عن "الحلولية" والنزعة الجينية والنزعة الربانية، و"الجماعات الوظيفية"، و"العلمانية الشاملة".وللمسيري محاضرات عن اليهود واليهودية والصهيونية وإسرائيل ـ الحضارة الغربية ـ الأدب الإنجليزي ـ الهوية العربية ـ العولمة... إلخ في كل أنحاء العالم. كما حضر أيضًا عدة مؤتمرات وكان المتحدث الرئيس في بعضها.وهناك العديد من الدراسات عن أعماله مثل: ندوة عن الكتابات الفكرية في لندن عام ١٩٩٨م، ندوة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية عام ٢٠٠٠م، "في عالم عبد الوهاب المسيرى" كتاب حواري، قام بتحريره د. أحمد عبد الحليم عطية حول أعمال المؤلف، اشترك فيه عدة مفكرين من بينهم: محمد حسنين هيكل - محمود أمين العالم - جلال أمين، رسالة ماجستير بعنوان: موقف عبد الوهاب المسيري من العلمانية - دراسة تحليلية نقدية - للباحث فيصل الشهراني - جامعة أم القرى في السعودية، رسالة ماجستير بعنوان: موقف عبد الوهاب المسيري من الصهيونية - دراسة تحليلية نقدية - للباحث خالد صالح الشمري - من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في السعودية.وله أعمال منشورة باللغة العربية واللغة الإنجليزية وأعمال مترجمة.فمن الأعمال المنشورة باللغة العربية: موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية، مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي، الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ، قضية المرأة بين التحرر والتمركز حول الأنثى، الموسوعة الموجزة. وقد تُرجمت العديد من المقالات التي كتبها الدكتور المسيري إلى لغات أخرى. كما قام مؤخرا مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة في المغرب بترجمة سيرته الفكرية "رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمار" إلى اللغة الفرنسية.وقد حصل المسيري على شهادات تقدير وجوائز كثيرة منها: شهادة تقدير من رابطة المفكرين الإندونسيين عام ١٩٩٤م، شهادة تقدير من جامعة القدس عام ١٩٩٥م، شهادة تقدير من اتحاد الطلبة الإندونسيين عام ١٩٩٩م، شهادة تقدير من كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية عام ١٩٩٩م، جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل لعامي ٢٠٠٠، ٢٠٠٢م، جائزة سلطان العويس بالإمارات العربية المتحدة عن مجمل الإنتاج الفكري عام ٢٠٠٢م، جائزة أستاذ الجيل من جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي الخامسة بمملكة البحرين عام ٢٠٠٧م.توفي سنة ٢٠٠٨م بالقاهرة عن عمر ناهز السبعين عامًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وشارك في صلاة الجنازة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والمفكر فهمي هويدي والدكتور محمد سليم العوا والداعية عمرو خالد وآخرون، رحمه الله رحمة واسعة.

كتب المصنف في الموقع