هو الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن لقمان الحنفي النسفي السمرقندي، لقبه نجم الدين، وكان يلقب بـمفتي الثقلين أيضا، وهو فقيه عالم في أصول العقيدة، وهو صاحب العقيدة النسفية على مذهب الماتريدية. ولد بمدينة نسف عام 461هـ وهي بين جيحون وسمرقند ونشأ فيها ثم رحل في طلب العلم فزار بغداد ومنها إلى مكة والتقى فيها جار الله الزمخشري صاحب التفسير المشهور الكشاف، وتلقى علومه على كثير من مشايخ عصره، فنقل عنه أنه قال: شيوخي خمس مائة وخمسون رجلا. ويذكر المترجمون أن له كتابا سماه "تعداد شيوخ عمر" جمع فيه أسماء شيوخه، ومن أشهر أولئك الذين أخذ عنهم وتتلمذ على أيديهم أبو محمد إسماعيل بن محمد النوحي، وأبو علي الحسن بن عبد الملك القاضي، وعبد الله بن علي بن عيسى النسفي، وأبو اليسر محمد بن محمد النسفي، ومهدي بن محمد العلوي، وغيرهم. وتتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء وطلبة العلم منهم ولده أبو الليث أحمد بن عمر، وبرهان الدين المرغيناني، وعلي ابن أبي بكر بن عبد الجليل شيخ الإسلام صاحب كتاب الهداية في الفقه الحنفي، وغيرهم. بلغ النسفي منزلة عالية في العلوم والفنون المتنوعة، ويدل على ذلك ما سطره المترجمون له من الثناء عليه والإشادة بعلمه وفضله وزهده فقد ذكروا أنه كان فاضلا زاهدا فقيها مفسرا عارفا بالمذهب والأدب، وإماما مبرزا متفننا كثير التصنيف والتأليف في مختلف أنواع العلوم والفنون، وكان له شعر على طريقة الفقهاء والحكماء. ومن أشهر ما قدمه النسفي "العقيدة النسفية" التي شرحها سعد الدين التفتازاني في مؤلف مستقل. وترك الإمام النسفي مصنفات كثيرة حتى بلغت المائة، منها: "القند في ذكر علماء سمرقند" ذكر فيه تراجم لأكثر من ألف عالم من علماء سمرقند، والكتاب مطبوع محققا ويسمي أيضا "القند في تاريخ سمرقند"، و"الأكمل الأطول" في التفسير في أربعة أجزاء، و"التيسير في التفسير"، و"طلبة الطلبة" في الاصطلاحات الفقهية على مذهب ألفاظ كتب الحنفية، و"العقائد النسفية" في علم التوحيد، و"نظم الجامع الصغير" في فقه الحنفية، وغيرها من المؤلفات. وقد طبع بعضها ولايزال بعضها الآخر مخطوطا، ومن أشهر كتبه المطبوعة والمحققة كتاب "العقائد". وبعد حياة حافلة بالنشاط والعلم توفى بمدينة سمرقند في 12 جمادى الأولى عام 537هـ، وله من العمر 76 سنة، عليه رحمة الله.