البلباني

والملقب بـ

هو الشيخ الفقيه محمد بن بدر الدين بن عبد القادر بن محمد بن بَلْبَان الخزرجي البعلي الأصل، الحنبلي الصالحي المنشأ والمولد. ولد سنة 1006هـ، في دمشق، وأصله من بعلبك، عالم عقيدة، وفقيه، وكاتب، وناسخ. فاشتغل بالكتابة واشتهر بحسن خطه، وكان يكتب مقابل أجر ويحصل الكتب بخطه، ويبيعها ويصرف منها، وكان لا يخرج من بيته إلا إلى الدرس، وصلاة الجماعة بمسجد السليمية، حسن السمت، صموتًا، مشتغلًا بما يعنيه من أمور دينه ودنياه، نقل بعض تلامذته عنه: "أنه كتب ثمان نسخ من فتح الباري لابن حجر، غير ما كتبه بالأجرة لنفسه". كما عرف في عصره بشيخ الشام، وكانت تقصده الرؤساء للزيارة والتبرك، ويعرضون عليه المال، ولا يقبل من أحدٍ شيئًا. كما قال عنه مصطفى بن فتح الله الحموي "أنه لم يكن في عصره بدمشق أزهد منه بالإجماع، وإذا ألجأ من أحد محبيه بشيء من الدنيا، يحضر جماعةٌ مستحقين، بحضرة صاحب المال، ويصرفه على يده، ولا يمسك منه شيئًا بيده". قرأ في الفقه على الشهاب أحمد بن علي المفلحي، وقرأ أيضا على الشهاب أحمد العيثاوي، وشمس الدين الميداني، ونجم الدين الغزي، وعدة. ومن أشهر من أخذوا عنه العلم: أبو المواهب الحنبلي، وعبد القادر بن عبد القادر بن عبد الهادي، وحمزة الرومي، وعبد الحي العكري، والوزير محمد باشا الكوبريللي. وله العديد من المؤلفات منها: الرسالة في أجوبة أسئلة الزيدية، وكافي المبتدئ من الطلاب في الفقه، وعقيدة في التوحيد، وبغية المستفيد في التجويد، أخصر المختصرات في الفقه أيضا، ومختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات. توفي العلامة رحمه الله بصالحية بدمشق سنة 1083 هـ، ودفن بسفح قاسيون في الطرف الشرقي بالقرب من الروضة وكان له مشهد عظيم.

كتب المصنف في الموقع