يصنف هذا التفسير المعاصر على أنه تابع لمدرسة التفسير بالمأثور إذ يكاد يجمع المحققون على عدم وجود تفسير مثله في باب توضيح القرآن بالقرآن؛ فهو لا يكاد يتناول آية قرآنية إلا ويبين ما تدل عليه وما لا تدل عليه، ثم يورد الآيات التي تكشف ما لم تدل عليه الآية الأولى فأصبحت الآيات مجتمعة كالسبيكة الواحدة تجلو كل إبهام وتوضح كل غامض. وقد التزم الشنقيطي أمرين في منهجه هما بيان القرآن بالقرآن اعتمادا على القراءات السبع دون الشاذة منها، وكذا بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة مع الترجيح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين. وقد تضمن هذا الكتاب أمورا زائدة على ذلك كتحقيق بعض المسائل اللغوية والأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث. وهو لا يعدل عن ظاهر القرآن الكريم إلا بدليل، ثم إنه يعمد إلى تفسير الآية بالسنة حينما يرى أن تفسيرها بالقرآن غير واف بالمقصود، ثم يعقب ذلك بالآثار الواردة عن الصحابة والتابعين وتابعيهم، ثم إنه يعقب على ذلك باختياراته اللغوية العميقة وكذا تطبيقاته الأصولية الدقيقة. ويشير الشنقيطي إلى مفهومه للاجتهاد من خلال قوله بضرورة اجتهاد العالم قدر طاقته في تفهم كتاب الله تعالى حالما يفتقد نصوص القرآن والسنة التي تعينه على ذلك. ولا شك أن موافقة الشنقيطي لمنهج السلف يمثل أصالة منهجية له، إذ جمع بين المأثور والمعقول. ويبشر مسلك الشنقيطي كذلك في تفسيره بميلاد اتجاه جديد يمكن أن نطلق عليه: الاتجاه الأصولي في التفسير، والذي يقوم على توظيف قواعد أصول الفقه فيما يعرض له من مسائل علمية. وقد وصل المؤلف في تفسيره هذا إلى قوله تعالى في سورة المجادلة بالجزء ٢٨ "أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". ثم أكمل التفسير من بعده تلميذه عطية محمد سالم. ورغم ذلك فإن أضواء البيان يعد موسوعة تفسيرية حيث اعتمد على ما بلغ ٢٤٥ مصدرا منوعا بين كتب التفسير وعلوم القرآن والسنة وعلوم الحديث والفقه وأصوله والعقيدة وعلم الكلام واللغة والتاريخ والسير وغيرها. وما زال التفسير بحاجة إلى الترقيم والفهرسة والله المستعان.