أحكام القرآن للشافعي أحد كتب تفسير القرآن الكريم، ألفه أبو بكر البيهقي الإمام المحدث المتقن صاحب التصانيف الجليلة والآثار المنيرة، تتلمذ على جهابذة عصره وعلماء وقته وشهد له العلماء. قام بجمع أقوال وتفاسير الشافعي الموجودة في كتبه أو كتب غيره، وضمنها في كتاب أحكام القرآن للشافعي، وقد صنف الإمام الشافعي كتابا في أحكام القرآن ولكنه مفقود، أما كتاب أحكام القران هذا فهو من تصنيف الإمام أبو بكر البيهقي، جمعه من كلام الشافعي، وقال في أحد كتبه: "وجمعت أقاويل الشافعي رحمه الله في أحكام القرآن وتفسيره في جزئين". والكتاب مقسم على أبواب الفقه وفصوله، فبعد التقديم والتمهيد والتعريف بالإمام الشافعي، وكلمة المحقق عن أحكام القرآن، عقد فصلا عن المصنفين في تفسير القرآن وكيف كان يفسر الإمام الشافعي القرآن الكريم، وبعد ذلك فصل فيما ذكر الشافعي في التحريض على تعلم أحكام القرآن، وفصل في فرض الله عز وجل في كتابه اتباع سنة نبيه، وفصل في تثبيت خبر الواحد من الكتاب، وفصل في النسخ، وفصل ذكره الشافعي في إبطال الاستحسان واستشهد فيه بآيات من القرآن، ثم فصل في ما يؤثر عنه من التفسير والمعاني في آيات متفرقة، ثم فصل في ما يؤثر عن الشافعي في التفسير والمعاني في الطهارات، ثم الصيام، ثم البيوع والمعاملات والفرائض، ثم فيما نسخ من الوصايا، ثم الفيء والغنيمة والصدقات ثم النكاح والصداق، وهكذا في بقية الأحكام والأبواب الفقهية، وأدرج فصلا في آخر الكتاب فيما يؤثر عن الشافعي في التفسير في آيات متفرقة سوى ما مضى. وقام البيهقي لجمع هذا الكتاب الجليل بتتبع نصوص وكلام الشافعي تتبعًا بالغًا في كتبه وكتب أصحابه، فمن كتب الشافعي: أحكام القرآن، والأم، والرسالة، واختلاف الحديث، وغيرها، ومن كتب أصحابه أمثال المزني، والبويطى، والربيع الجيزى، والربيع المرادي، وحرملة، والزعفراني، وأبي ثور، وأبي عبد الرحمن، ويونس بن عبد الأعلى، وغيرهم. كما يعد الكتاب من أفضل التفسيرات المجموعة، فهو يتوقف عند آيات من القران الكريم، يستنبط منها الكثير من الأحكام الفقهية التي بُني عليها الدين. والكتاب عبارة عن جمع وترتيب لنصوص الشافعي مما يدل على مبلغ علمه بالمعاني الدقيقة في القرآن. ومقصد الكتاب ظاهر من عنوانه وهو مثل كتاب أحكام القرآن للجصاص، وكتاب أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي.