العلمانيون والقرآن الكريم تاريخية النص
أحمد إدريس الطعان
العلمانيون والقرآن الكريم تاريخية النص
نبذة عن الكتاب

أصل هذا الكتاب رسالة نال بها الباحث درجة الدكتوراه في كلية الشريعة جامعة دمشق. وهو يعرض كيفية وصول الفكر العلماني إلى الفكر العربي من ناحية تاريخية وفكرية، ثم يعرض أطروحات الخطاب العلماني في العالم العربي وماذا يريد؟ وماهي رسالاته؟ و إلى ماذا يدعو؟ و يبدأ بعرض أفكارهم ومن ثم مناقشتهم ونقدهم، مع توضيح الحرب المستعرة بين الأصولية والعلمانية. وقد دعا الباحث إلى تناول هذا الموضوع ما أحدثته العلمانية الغربية من تشويش واضطراب فكري بين أبناء المسلمين. وقد خص بالدرس مسألة التاريخية أو تاريخية النصوص والتي تأتي في إطار التسريب العلماني للأفكار الوافدة، فأراد الكاتب أن يكون بحثه لبنة أمام حصن القرآن الذي يريد الأعداء إقصاءه عن موقع القيادة واستبداله بأيديولوجيات مختلفة تمجد العقل والإنسان والمادة على حساب الخالق جل وعلا. وتأتي أهمية هذا البحث في كونه مستقلا بتناول مسألة تاريخية النص في الخطاب العربي والإسلامي المعاصر مع التنظير له من وجهة نظر إسلامية والبحث عن أسسه وأصوله بشكل مفصل. ويحدد الباحث هدف بحثه بأنه لا يعتني بالسجال في الفروع والتطبيقات وإنما يبحث عن الجذور والأسس التي تشكل المنابع التي يبني عليها الخطاب العلماني رؤاه عندما يتعامل مع القرآن الكريم. ويصرح الكاتب بأن بحثه تطلب استخدام مناهج متنوعة ومتكاملة "فكان المنهج الوصفي لابد منه في إطار العرض والتنظير، وأحيانا يمزج الباحث بين المنهجين الوصفي والتحليلي، وأحيانا تتجاور المناهج المختلفة في الدراسة فيكون الوصف ثم التحليل ثم المقارنة، ويأتي النقد على شكل تعقيبات أو خلاصات في نهاية المباحث". وقد تألف البحث بعد المقدمة من ثلاثة أبواب: فأما الباب الأول فجاء عن العلمانية بين الشرق والغرب حيث تناول فيه المصنف الجذور التاريخية والفلسفية للعلمانية الغربية ثم العلمانية في العالم العربي ثم العلمانية والمفاهيم المتشابكة معها لا سيما جدلية العقل والنقل. وجاء الباب الثاني عن التاريخية ومداخلها المعلنة وهي أربعة مداخل: المدخل الكلامي ومدخل علوم القرآن والمدخل الأصولي والمدخل الحداثي. وفي الباب الثالث تناول المصنف الأصول الحقيقية للتاريخية وانعكاساتها فتناول ثلاثة أصول هي النزعة الإنسية والنزعة الماركسية والهرمينوطيقا. والكتاب بوجه عام واف في بابه وإن كان موضوع التاريخية هذا موضوعا فلسفيا لذا جاءت لغة الكتاب يشوبها شيء من التعقيد.