أصل هذا الكتاب أطروحة في الآداب العربية قسم البلاغة تقدم بها صاحبها لنيل درجة الماجستير في هذا الفرع من جامعة عين شمس بالقاهرة. ولقد تتبع الباحث سائر الدراسات التي سبقت في هذا الموضوع بدءا من كتاب "الأمثال من القرآن والسنة" للحكيم الترمذي في القرن الرابع الهجري وانتهاء برسالة ماجستير معاصرة لنور الحق تنوير بعنوان "أمثال القرآن وأثرها في الأدب العربي إلى نهاية القرن الثالث الهجري". وقام المصنف بتقويم كل من هذه الدراسات، كما عقد مقارنة بين أمثال القرآن وأمثال التوراة والإنجيل ليخلص إلى أن الكتابين الأخيرين خطاب خاص مؤقت في زمانه، محدد في مكانه، مشخص في المخاطبين به، وأن القرآن هو الكتاب الوحيد العام الشامل المطلق عن الزمان والمكان والمخاطبين. ومن ثم تعد هذه الرسالة الجادة مستوفية لمحور الأمثال في القرآن، ويمكن تصنيفها في إطار التفسير الموضوعي، ويمكن أن تسلك في التفسير البياني. ولقد انقسم الكتاب إلى مقدمة وبابين وخاتمة. فأما المقدمة فقد تناول فيها المصنف أهمية الأمثال عامة وأمثال القرآن خاصة، واهتمام الباحثين بها قديما وحديثا، وأهم المؤلفات والبحوث التي تناولتها، ومناهج الباحثين فيها. أما الباب الأول فقد اختص بالمثل وعلاقته بغيره، فاشتمل على فصلين أولهما عن تعريف المثل في اللغة وفي اصطلاح المفسرين والبلاغيين والمحدثين، وضرب المثل، وغرابته، وحكايته، وأهميته، وأنواعه. والفصل الثاني من هذا الباب جاء في علاقة المثل بالحكمة والتشبيه والقصة. أما الباب الثاني فقد تضمن ثلاثة فصول؛ أولها عن تعريف المثل القرآني، والآيات التي ورد فيها لفظ المثل صراحة، وعدد الأمثال القرآنية وأنواعها والموضوعات التي عالجتها وأهميتها من القرآن نفسه. أما الفصل الثاني فكان تحليلا لطائفة من الأمثال القرآنية. واختص الفصل الثالث بالمقارنة بين أمثال القرآن وأمثال العهدين القديم والجديد وأمثال الجاهلية. ورغم عزارة المراجع التي اعتمد عليها المؤلف والتي فاقت المئتين، إلا أن التخريج الحديثي في الكتاب يعد ضعيفا مما يحتاج إلى مزيد عناية به. ولكن هذا القصور لا ينفي كون الدراسة جادة ومستوفية في بابها على نحو يغني عن قراءة كتب المتقدمين والمعاصرين في هذا الباب.