الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط
علي الصلابي
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب السادس ضمن سلسلة "صفحات من التاريخ الإسلامي" للمفكر الإسلامي المؤرخ الداعية المنتمي إلى التيار الإسلامي المعروف، يسلط فيه مؤلفه الضوء على المجهود العظيم الذي قام به العثمانيون نصرة لدين الله، وحبا في الشهادة في سبيله، ويهتم بإبراز عوامل النهوض التي ساهمت في بناء الدولة العثمانية وحضارتها الإسلامية، ويدافع عن التاريخ العثماني الإسلامي الذي تعرض للتحريف، ويركز على أسباب السقوط التي تعرضت لها الدولة في تاريخها الطويل من المنظور القرآني. وقد جاء الكتاب في مقدمة، ومدخل يتناول المناهج المعاصرة في كتابة تاريخ الدولة العثمانية؛ وستة فصول وخاتمة. حيث تناول الفصل الأول جذور الأتراك وأصولهم؛ والثاني قيام الدولة العثمانية وفتوحاتها؛ والثالث محمد الفاتح وفتح القسطنطينية؛ والرابع السلاطين الأقوياء بعد محمد الفاتح؛ والخامس بداية اضمحلال الدولة العثمانية؛ والسادس عصر السلطان عبد الحميد.ويعد الكتاب خاتمة دراسات الصلابي في التاريخ الإسلامي، ويميز الكتاب - كعادة مؤلفاته - أسلوبه السهل المسترسل، المستند إلى المصادر التاريخية المعتمدة، وكتب أهل السنة. ودائما ما يبين هدفه من إخراج الكتاب، حيث يذكر ههنا أحد عشر هدفا منها: التأكيد على مبدأ الاعتبار بمعرفة أحوال الدول وعوامل بنائها وأسباب سقوطها، والاهتمام بمعرفة عقيدة أهل السنة والجماعة وتربية أبناء الأمة عليها، وإثراء المكتبة الإسلامية التاريخية بالأبحاث المنبثقة عن عقيدة صحيحة وتصور سليم بعيدا عن سموم المستشرقين..وقد اجتهد المؤلف في بحث العديد من الجوانب التي أحاطت بالدولة الخلافة الأخيرة؛ إذ أعطانا صورة واضحة عن أصول الأتراك، ومتى دخلوا في الإسلام وعن أعمالهم المجيدة عبر التاريخ، واعتنى بالتراجم لشخصيات تركية صهرها القرآن الكريم وساهمت في بناء الحضارة الإسلامية، ونصرت مذهب أهل السنة أمثال، السلطان سلجوق، وألب أرسلان، ونظام الملك، وملكشاه، وتحدث عن جهادهم ودعوتهم وحبهم للعلم والعدل، وتحدث عن زعماء الدولة العثمانية وبين صفاتهم والمنهج الذي ساروا عليه، وكيف تعاملوا مع سنن الله في بناء الدولة كسنة التدرج، وسنة الأخذ بالأسباب، وسنة تغيير النفوس، وسنة التدافع، وسنة الابتلاء، وكيف حقق القادة الأوائل شروط التمكين ، وكيف أخذوا بأسبابه المادية والمعنوية، وما هي المراحل التي مرت بها، وكيف كان فتح القسطنطينية نتيجة لجهود تراكمية شارك فيها العلماء والفقهاء والجنود والقادة على مر العصور وكر الدهور وتوالي الأزمان. كما بين كاتبنا مظاهر النهوض العثماني في كافة المجالات. كما يبين حقيقة الدولة العثمانية والأسس التي قامت عليها والأعمال الجليلة التي قدمتها للأمة لا سيما حفظ بيضتها وحماية أمنها ومقدساتها ضد الأعداء المتربصين، كما عرج على حقيقة الصراع بين الحركة الوهابية والدولة العثمانية، والدور المشبوه الذي قام به محمد علي لصالح بريطانيا وفرنسا في حرب الإسلام ونشر التغريب. ويعتني الكتاب ببيان دور بعض السلاطين ثم حركة التنظيمات في تفكيك أركان الدولة الإسلامية وانحرافها في اتجاه العلمانية والتغريب، وكيف جاهد عبد الحميد في مدافعتهم حتى غلب قدر الله وأفلت شمس الخلافة. ويخلص المؤلف من عرضه التفصيلي إلى أسباب السقوط من خلال السنن الربانية، فيذكر منها انحراف الأمة عن مفاهيم دينها، كعقيدة الولاء والبراء، ومفهوم العبادة، وانتشار مظاهر الشرك والبدع، وانتشار الفرق المنحرفة.