الفكر الحركي للتيارات الإسلامية
عبد الله النفيسي
الفكر الحركي للتيارات الإسلامية
نبذة عن الكتاب

الكتاب بحسب وصف مؤلفه الكويتي السياسي والأكاديمي المعروف الدكتور عبد الله النفيسي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت وغيرها من الجامعات - هو عبارة عن كراس لمراجعة بعض أحزاب وحركات إسلامية موجودة على الساحة. وهذه المراجعة تنبثق من كون الظاهرة الإسلامية تشكل قلقا مشتركا للأنظمة السياسية العربية، مما أثمر جدلية العلاقة بين هذه الحركات وتلك الأنظمة، التي عجزت في أغلب دولنا عن إنجاز التنمية المطلوبة أو صيانة الاستقلال الوطني أو تحقيق العدالة الاجتماعية أو تعميق الأصالة الحضارية، ولذا لم تتمكن من تعزيز مصادر شرعيتها. وقد اختار الكاتب أربعة أحزاب إسلامية والتجارب الخاصة بكل منها من خلال أهم مرتكزات الحركة لكسب الأنصار؛ بداية من حزب التحرير ومشروع الدولة، ثم الإخوان والإصلاح الاجتماعي المتكامل، ثم تنظيم الجهاد ونظرية الاقتحام، ختاما بحزب الدعوة العراقي الشيعي ومحاولة استنساخ سيناريو الثورة الايرانية. وعلل اختياره بدولية تلك الحركات، أي عدم اقتصار عملها الحركي في إطار دولة معينة، إنما نطاق حركتها متوسع خارج نطاق دولتها الحاضنة. كما أن لهذه التنظيمات تاريخها السياسي ووثائقها السياسية وتصوراتها وأفكارها العامة ذات الدلالات السياسية المرتبطة بأهدافها. ويعتمد الكاتب في تحليل تلك الحركات على منهاجها الفكري المكتوب، دون أن يراعي انجازاتها أو أعمالها خارج دستورها أو شعاراتها البراقة. وبالتالي فهو يعطي تصورا عاما لهذه التيارات دون أن يتطرق للعديد من الجوانب التي تحيط بهذه التيارات، واعتمد في الطرح على تقديم الفكر بما ينص عليه التيار وليس عن طريق قراءة تحليلية لفكر التيار. والكاتب يعتني خلال كتابه بعرض المحاور التي تشكل أساسيات مهمة في الفكر الحركي لأي تيار ذي أهداف وتصورات سياسية واختصر هذه المحاور في نقاط خمس: مفهوم الحرية، مفهوم الدولة، تركيب مؤسسات الدولة على أساس وحدة المفهومين، النموذج التطبيقي الذي يسترشد به التيار، النماذج البرامجية. ويتضح ثناء الكاتب على الإخوان خصوصا فكر مؤسسها البنا الذي يقدمه كفكر معتدل وحكيم.والكتاب يعد مدخلا ميسرا لدراسة الحركات والتجمعات الاسلامية وطريقه عملها، ولأن كل تنظيم و فكر إسلامي يحتاج إلى المام واسع وفهم جيد للوقوف على أهدافه و تطلعاته. والكتاب يحتاج إلى تنقيح وإعادة طبعه بعد التدقيق لتلافي الأخطاء المطبعية.ويؤخذ على الكتاب إغفاله لجوانب هامة في تقييم الحركات وأهمها الأصول الاعتقادية والتربوية والأخلاقية، وإن كنا لا نعيب عليه اقتصاره على الحركات التي اختارها فهو قد عمد إلى الاختصار كما أوضح في كتابه.