الحرب القذرة
حبيب سويدية
الحرب القذرة
نبذة عن الكتاب

في هذا الكتاب، يقدم حبيب سويدية، المظلي السابق في القوات الخاصة للجيش الجزائري، والذي لجأ سياسيًا إلى فرنسا، أول شهادة يدلي بها ضابط، بوجه مكشوف، عاش يوما بيوم تلك الحرب القذرة التي تمزق بلده منذ العام 1992. والكتاب كتب في الأصل بالفرنسية، وترجم إلى العربية، ويتناول الفترة التي سميت "العشرية السوداء" في تاريخ الجزائر، وبدأت حين قام جنرالات الجيش بانقلاب عسكري للإطاحة بحكم التيار الإسلامي الذي أتى به الصندوق في انتخابات ديمقراطية.يروي ما رآه: التعذيب، الإعدامات العرفية، التلاعُبات، واغتيال المدنيين، ويرفع الغطاء خصوصا عن أحد أكثر "المحرمات" في الماساة الجزائرية، التي حرصت السلطات الجزائرية على عدم الاقتراب منها، ألا وهي الآلية الداخلية لعمل الجيش الجزائري. وقد استهل الكتاب بمقدمة كتبها "فرديناندو أمبوزيماتو" وهو نائب إيطالي وسيناتور سابق متخصص في قضايا الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث وصف شهادة حبيب سويدية بانها شهادة عالية المصداقية إذا ما نظرنا لدقة الأحداث التي يرويها - وقد تحقق منها ناشر الكتاب بطريقته، وإلى مدى مطابقتها لما ينقله المراقبون المهتمون بالواقع الجزائري وخبراء علم الاجتماع أو السياسة ونحوهم. وتتلو هذه المقدمة مقدمة المؤلف التي يبين فيها ملابسات تأليف هذا الكتاب والغاية من ورائه، ثم تتلوها عشرة فصول: خطواتي الأولى باللباس العسكري، المجتمع مصاب بالغرغرينة، فترة بوضياف المستعرضة، في مدرسة المظليين في بسكرة، في الحرب، الشركة الوطنية لتكوين الإرهابيين، النزول إلى الجحيم، العار، 1995 منعطف في الحرب، جيش برابرة، إيداعي السجن، السفر مهما كلف الأمر. ثم الفصل الختامي: على سبيل الخاتمة.والكتاب يكشف وقاحة الجنرالات في موضع تقدير العواقب، ودمويتهم، وحشو الأدمغة الذي يُخضعون له جنودهم، وأيضا يأس الجنود المُكرهين على القيام بأفعال بربرية، وفتك المخدرات وعمليات التطهير الداخلية. وهو يحكي كيف تغيرت عقيدة الجيش من حماية الوطن ضد العدو إلى ضرب أبناء البلد تحت مسمى "الإرهاب" الذي اتخذه ذريعة لمحاولة إبادة الإسلاميين ممن أعطوا صوتهم للتيار الإسلامي في الانتخابات، وامتد القتل خلالها ليحصد الجنود أنفسهم وبقية طوائف الشعب حتى وصل للرعايا الأجانب ما عدا الأمريكان منهم، وكيف دعم الجنرالات هذا "الإرهاب" في الباطن بطرق شتى ليحاربوه في العلن، وتظل البلد في حالة طحن وحرب أهلية تكفل لهم الحفاظ على ما نهبوه وينهبونه من البلاد ويتيح لهم الإثراء من حالة الحرب الدائرة بأقذر السبل. كما يحكي كيف يتم استغلال الجنود في هذه الحرب القذرة حتى لا يفيقوا إلا وهم شركاء في الجرائم والفظائع مما يدفع أغلبهم لتعاطي المخدرات بأنواعها للهروب من واقعهم الشائن وحتى لا يفقدوا عقلهم تمامًا، وآخرون يهربون للمحاربة في صفوف الجماعات الإرهابية صنيعة الجيش، والبعض الآخر يهرب للخارج مثل الكاتب إن لم يتم تصفيته قبلها أو يظل رهن الإعتقال دون أن يسمع عنه أحد.