أصل هذا الكتيب محاضرات ألقاها المصنف، ثم جمعها أحد طلاب العلم في هذا الكتيب اللطيف الذي يعد الرسالة الثانية في سلسلة باسم "العقد الثمين" تجمع بعض محاضرات الشيخ التي تم جمعها. أما عن محتوى الكتاب فقد مهد المصنف لخطورة الابتداع بمقدمات منطقية استخدم فيها أسلوب الاستفهام فتساءل: هل نجد تفصيل عدد ركعات الصلاة في القرآن؟ وأجاب عن ذلك بضرورة الاستشهاد بالسنة التي هي القسم الثاني من الوحي. وتساءل: هل توفي النبي قبل أن يتم تبيين كل شيء؟ وأجاب بالأدلة النقلية عن تبيين النبي للدين كله. ومن ثم وصل الكاتب إلى خطورة الابتداع، وأوضح ما فيه من المدخل الشيطاني كوهم المعطلين أنهم ينزهون الله، ووهم الحائدين عن صراط الله المستقيم أنهم المعظمون لشرع الله والمحبون لنبيه. وناقش المصنف القول بالبدعة الحسنة وأجاب عنه مستشهدا بالكلية في قول النبي: "كل بدعة ضلالة". كما ناقش قول عمر بن الخطاب: نعمة البدعة وأنها ليست البدعة التي قصدها النبي بالضلالة. وأجاب كذلك عن شبهة الخلط بين البدعة وبين السنة الحسنة التي يؤجر فاعلها لأنها من باب التنفيذ لا التشريع. واختتم المصنف كلامه بستة ضوابط لا يكون العمل موافقا للشريعة إلا باجتماعها وهي: مشروعية السبب، وموافقة جنس العبادة للشرع، ولزوم القدر المنصوص عليه، ومتابعة الكيفية، والتقيد بالزمان المنصوص عليه، ومراعاة المكان الذي وقعت فيه العبادة. وهو في كل ذلك يضرب الأمثلة الموضحة للمقصود من هذه القواعد حتى يزيل الإبهام ويبرز المقصود. وإن القارئ يلمس أسلوب الخطاب في بعض عبارات الكتاب، مما يرجع إلى الأصل الشفوي للكلام كمحاضرات ألقاها الشيخ؛ وذلك كقوله: "أيها الإخوة، إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل، وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم" وقوله: "وإني أقول -وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي به علم-...". ويلمس القارئ كذلك بعض العبارات المجازية كقول المصنف عن حديث "كل بدعة ضلالة": "إن هذا السيف الصارم إنما صُنع في مصانع النبوة والرسالة.. إنه لم يُصنع في مصانع مضطربة لكنه صُنع في مصانع النبوة..."، ويُصَدِّر شبهة قول عمر بالبدعة الحسنة بقوله: "وكأني أحس أن في نفوسكم دبيبا يقول: ما تقول في قول أمير المؤمنين...". ولا يخلو أسلوب الكاتب كذلك من تقعيد للمسائل كقوله عن الفرق بين البدعة وبين الوسائل المباحة المستحدثة: "والوسائل تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة" و"الوسائل لها حكم الغايات"