أصل هذا الكتاب ثمانية من البحوث العلمية والمقالات التقويمية عن الإعجاز العلمي كتبها المصنف في أوقات متباعدة في تصحيح مسار الإعجاز العلمي. ومن ثم فإنها لا تسير على منهجية واحدة ولا تربطها رابطة فصول أو مباحث الكتاب الواحد؛ كونها تجميعا لمقالات المؤلف المتعلقة بهذا الباب. وقد قدم لها بمقدمة موجزة عن مفهوم المعجزة تناول فيها تعريفها، والموازنة بينها وبين "الآية" الواردة في القرآن والسنة، وشروطها، وتعددها بين الأنبياء. وتضع هذه المقالات بعامة الباحث على بينة فيما يتعلق بالمزايا والعيوب والقواعد المتعلقة بالكلام في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. عنوان المقالة الأولى "الإعجاز العلمي في القرآن" وأصلها مشاركة للمؤلف في إجاباته عن أسئلة أعضاء ملتقى أهل التفسير في الإنترنت، وهي تجيب عن سؤال دخول الإعجاز العلمي تحت علوم القرآن. ويرى المؤلف أن دراسة الإعجاز تدخل فيما يسمى بالإعجاز الغيبي في باب التفسير بالرأي مع التحفظ على نسبة الإعجاز إلى العلمي مما يعد من أثر التغريب الفكري الذي قسم العلوم إلى أدبية وعلمية. أما المقالة الثانية فعنوانها "تقويم المفاهيم في مصطلح الإعجاز العلمي" وهي تتناول مصطلح "المعجزة" بالنقد إذ نشأ بين أحضان أهل الكلام من المعتزلة، مع المقصود به عند المعاصرين والعلاقة بينه وبين ما يطلق عليه بالإعجاز العلمي. وتتناول المقالة الثالثة مسائل في الإعجاز ذكر أغلبها فيما قبل كاتفاق الحقيقة الكونية مع النص القرآني في الأصل، وشروط إيراد التفسير بالإعجاز، وغير ذلك. وجاءت المقالة الرابعة عن "تصحيح طريقة معالجة تفسير السلف في بحوث الإعجاز" كبحث علمي محكم يناقش الخلل في تفسيرات المعاصرين لمسائل الإعجاز من حيث قلة استشهادهم بتفسير السلف، وضوابط القول بالتفسير المعاصر. أما المقالة الخامسة فهي إجابة عن سؤال: "هل يصح أن ينسب الإعجاز للسنة؟" ويرى المصنف ألا حاجة لاصطلاح الإعجاز مع السنة لأن المتقدمين استخدموا لهذا الباب مصطلحات "دلائل النبوة" أو "أعلام النبوة". وكذا ناقشت المقالة السادسة مسألة "تعريف الإعجاز العلمي بالسبق هل هو دقيق في التعبير عن مضمونه؟" وخلص فيها المصنف أن تعليق السبق على قضية ظنية وهي الزعم بأن الآية تدل على اكتشاف معاصر يعد مشكلة علمية تحتاج إلى نظر وتأمل. أما المقالة السابعة فقد خصت مصطلح الإعجاز العلمي عند الطاهر بن عاشور. والتقت المقالة الثامنة والأخيرة مع المقالة السادسة في كونها تناقش "التفسير العلمي بالإعجاز قائم على الظن والاحتمال وليس على اليقين". وتتميز المقالات بالمادة العلمية الثرية والمسائل الجامعة لأطراف الموضوعات المطروحة للنقاش، مع ترتيب المسائل في نقاط واضحة ومتسلسلة.