الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين
محمد بن محمود آل خضير
الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين
نبذة عن الكتاب

يتناول هذا الكتاب "الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين" لمؤلفه الشيخ الدكتور/ محمد بن محمود آل خضير، قضية من أهم قضايا العقيدة، ألا وهي قضية الإيمان وعلاقته بالعمل؛ إذ إن الخلل في فهم هذه القضية هو الذي أثمر أول خلل اعتقادي يظهر في صفوف الأمة، فكان أول بدعة حدثت في هذه الأمة بدعة الخوارج المكفِّرة بالذنوب، ثم ظهرت المرجئة بعكس قولهم، ولا تزال آثار انحرافاتهم في تلكم القضية تؤثر في كتابات وأبحاث كثير من المنتسبين إلى الإسلام، ولا عاصم من هذه الانحرافات إلا بالتزام منهج أهل السنة والجماعة في فهمهم لمسائل الإيمان والتكفير على ضوء الكتاب والسنة وفهم الصحابة رضي الله عنهم. وقد أشار الكاتب إلى ما دعاه إلى الكتابة في هذه القضية، وهو هو كثرة ما رأى من المقالات والردود والشبهات التي تثار حول مسألة الإيمان وعلاقته بالعمل، مما خيل لكثير من الناشئة أن ما عليه المخالف هو مذهب أهل السنة والجماعة، وأن أهل العلم الذين حذروا من أولئك المخالفين، قد فاتهم الحق في هذه المسائل، وخفي عليهم ما يذكرونه من الدلائل، وأنهم مدفوعون لأغراض شخصية، أو تأثيرات حزبية، إلى غير ذلك مما لا يليق نشره. وقد اشتمل الكتاب على أربعة أبواب مع تمهيد وخاتمة، فأما الباب الأول فقد جاء تحت عنوان: مفهوم الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة، واشتمل على فصلين، تناول الفصل الأول مفهوم الإيمان عند أهل السنة والجماعة، واشتمل على سبعة مباحث تناولت الإيمان لغة وشرعا، وتفصيل القول في حقيقة الإيمان، وأصل الإيمان وفرعه، وزيادة الإيمان ونقصانه، والاستثناء في الإيمان، والفرق بين الإيمان والإسلام. أما الفصل الثاني فقد تناول مفهوم الكفر عند أهل السنة والجماعة، واشتمل على ستة مباحث تناولت الكفر لغة وشرعا، وأن الكفر يكون قولا باللسان واعتقادا بالقلب وعملا بالجوارح، والكفر الأكبر والأصغر، والاحتياط في تكفير المعين، وحكم مرتكب الكبيرة، وحكم الفاسق الملي. وأما الباب الثاني فقد جاء تحت عنوان: مفهوم الإيمان والكفر عند الفرق، واشتمل على سبعة فصول، تناولت الإيمان عند الخوارج والمعتزلة، وبيان مذهب الجهمية، والكرامية، والأشاعرة، والماتريدية، ومرجئة الفقهاء، ثم سمات الإرجاء المعاصر. وأما الباب الثالث فقد جاء تحت عنوان: علاقة العمل بالإيمان، واشتمل على ثلاثة فصول، تناول فيها التلازم بين الظاهر والباطن، وإقامة البرهان على أن ترك العمل الظاهر بالكلية ناقض للإيمان، ونقول عن أهل العلم في بيان منزلة عمل الجوارح وحكم تاركه. وأما الباب الرابع والأخير فقد جاء تحت عنوان: كشف شبهات المعاصرين، واشتمل على ثلاثة فصول، تناول فيها الجواب عن أدلة المخالفين النقلية، وكشف الشبهات العقلية، وتوضيح ما اشتبه على المخالف من كلام أهل العلم. ثم الخاتمة، وأثبت فيها أهم نتائج البحث، وذلك في ست وأربعين نتيجة، وأثبت ملاحق في آخر الكتاب اشتملت على ذكر بعض فتاوى اللجنة الدائمة الخاصة بالتحذير من بعض الكتب والمذاهب. وقد أثبت الكاتب فهرسا تفصيليا، لكن لعله جاء تفصيليا أكثر من المطلوب، حيث أثبت فيه مسائل ما ذكرها إلا في الهامش. وقد تناول الكاتب المسائل المتعلقة بمذهب الإرجاء تفصيلا دون المسائل المتعلقة بمذهب الخوارج، وقد اعتذر عن ذلك لعدم تتبعه لشبهاتهم المعاصرة وعامة مقالاتهم، ولئلا يزيد حجم الكتاب زيادة تخل بالانتفاع به، ووعد بالكتابة فيه بعد حين، لكن لو أوضح ذلك في عنوان الكتاب لكان أقوم. وقد راجع الكتاب وقدم له علماء وشيوخ أفاضل، وقد أثنوا على الكتاب وعلى منهجية الباحث وأدبه مع المخالف.