هذا الكتاب القيم من تأليف الشيخ جمال عبد الرحمن (أبو محمد). ويتحدث الكتاب عن المتشابه من آيات الله عز وجل وكيف تتكرر الآيات والحروف في أكثر من موضع في كتاب الله. وغاية المؤلف من هذا الكتاب أن يسهل على حفاظ كتاب الله تعالى التفرقة بين المتشابه من آياته عز وجل تلاوة وحفظا؛ عن طريق استنتاج علامات وإشارات تعين الحافظ على فصل المتشابهات، وتجنب الخطأ والخلط عند التلاوة فيما تشابه من الألفاظ. كما عزز المؤلف أهمية ذلك عندما جمع عددا من المتشابهات في القرآن في بداية الكتاب، مشيرا إلى كثرتها وشدة تشابهها، ليمهد للقارئ ويشد انتباهه إلى أهمية الأمر، منوها إلى أنه سيتم طرح طريقة التفريق بين تلك المتشابهات لاحقا. يتكون هذا الكتاب بعد الإهداء والشكر والثناء والمقدمة من عدة مباحث مهمة يمهد بها المؤلف قبل أن يشرع في ذكر المتشابهات وطريقة التفريق بينها، والمبحث الأول هو المنهجية التي سار عليها في كتابه، ثم فصل بعنوان (قواعد في الحفظ تساعد)، ثم آداب قراءة القرآن، ثم يشرع في ضبط المتشابه. ثم تأتي بعد ذلك الخاتمة، وفهرس الأشعار الواردة في الكتاب، والمراجع. واعتنى المؤلف في تأليفه هذا الكتاب بعدة نقاط والتزم بعدة أسس؛ فنجد أن المؤلف أكد أنه بهذا العمل لا يفسر القرآن كله أو بعضه ولا يتحدث عن بلاغته أو فصاحته، وإنما لذلك أهله، ولكن الكتاب يتحدث عن كيفية تجنب الخطأ أثناء التلاوة في الآيات التي أتت مكررة وبينها تشابه كبير في الألفاظ. كما مضى المؤلف في ضبط المتشابه على نفس ترتيب المصحف، فابتدأ بالفاتحة، ثم سورة البقرة وما يليها من متشابهات في باقي المصحف، وسورة آل عمران وما يليها من متشابهات في باقي المصحف وكذلك حتى سورة التغابن. وأيضا جعل المؤلف عنوانا للآيات المتشابهات بحيث يكون هذا العنوان معبرا عن الكلمات المتشابهة المشتركة بين الآيات، كما استخدم اللون الأحمر في مواضع أخرى لنفس هذا الغرض. واستخدم المؤلف أبياتا شعرية من تأليفه على بحر الرجز للفصل بين المتشابه. والسور التي لم يدرجها المؤلف في كتابه إما لورود المتشابه فيها في سور قبلها أو لسهولة تمييزها. كما أشار المؤلف إلى أن السهولة والصعوبة أمر نسبي يتفاوت بين الأفراد، ولكن نجد في هذا العمل من جمع للمتشابه ومحاولة التفريق بينه بطرق عدة لتتناسب مع الأغلب.