الاتباع
ابن أبي العز الحنفي
الاتباع
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم هو رسالة قيمة للإمام الجليل العلامة قاضي دمشق ابن أبي العز الحنفي، خطيب جامع الأفرم، وقد اشتغل بالتدريس بالجوهرية حتى وفاته. وهذه الرسالة هي رد على تصنيف لمعاصره الشيخ محمد بن محمود بن أحمد الحنفي (النكت الظريفة في ترجيح مذهب أبي حنيفة) نهج فيها الانتصار للمذهب الحنفي وحصر الحق في المذهب وحده، بانتقاص غيره والطعن فيه. وهذا مما لا ريب فيه ضلال ظاهر، وتعرض إلى جانب الأئمة الحفاظ الأثبات وتعصب مذموم. ولذلك أقدم المؤلف على تأليف تلك الرسالة اللطيفة لينبه على خطر ذلك الأمر خوفا من التفرق المنهي عنه، واتباع الهوى المردي. ويبدأ المؤلف رسالته بمقدمة فيها بيان سبب تأليفه لها؛ ثم شرع في بيان التقليد والرد على التعصب المذهبي، وفصل في ذلك من مخالفة بعض الأئمة لجزء من المذهب، وأن التعصب لواحد معين من الأئمة مذموم ومن جنس عمل الرافضة، وبيان وجه تسمية الرافضة بهذا الاسم، وفصل في أسباب افتراق الأمة، ومسألة "قد يكون القول مخالفا للنص وقائله معذور"، وفصل في أن مخالفة النص عن قصد واعتقاد واستحلال هو كفر، وفصل في الطائفتين اللتين انحرفتا في شأن أبي حنيفة، وأن الحق وسط بينهما، وفصل في معنى قوله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء.." والرد على المقلدين، وفصل في أن التلميذ قد يكون أعلم من شيخه، وفصل في "هل تقديم الأقدم في الاستنباط أولى؟"، وفصل في حجج المقلدين الواهية في مخالفة النص، وفصل "لم يلتزم أحد من أصحاب الصحيحين جمع الصحيح" (قلت: في هذا نظر)، وغيرها من الفصول الموجزة المركزة في الرد على كل الشبهات التي وردت في رسالة معاصره، ومن أبرز تلك المسائل: حديث خلق الله التربة يوم السبت والراجح أنه صحيح ولا يعارض القرآن الكريم؛ والكلام على حديث أم حبيبة وبيان الوهم من الراوي؛ وأن مدح أبي حنيفة لا يتأتى بذم البخاري؛ ومسألة الايمان وبيان أنه قول وعمل؛ ومسألة الماء المسخن بدخان النجاسة؛ ومسألة التلفظ بالنية في الصلاة؛ ومسائل في الصيام والزكاة؛ ومسائل في المأكول والملبوس؛ ومسائل في النكاح؛ ومسائل في المعاملات، وغيرها من الفصول التي خصصها المؤلف سواء للرد على إحدى تلك المسائل ومواضع الخلل التي وقع فيها معاصره، أو في بيان أهم الأحكام والقواعد التي يصح بها الاحتجاج والتعليل. وقد أيد المؤلف رسالته بالحجج الدامغة الواضحة سواء بالأدلة النقلية أو البراهين العقلية. وقد اتسمت الرسالة بالشدة والوضوح كما هو ضروري في مثل هذا القصد، كما أكثر المؤلف من المقدمات المهمة قبل الشروع في الرد على أوجه الخلاف. بالإضافة إلى حرص المؤلف على عدم الاطناب والتفرع في الموضوعات الفرعية لعدم تشتت المتلقي. كما أقر المؤلف في بداية رسالته بعظم قدر الإمام أبي حنيفة وجميع الأئمة الذين سخرهم الله لحمل هذا الدين لنا والعناية بالشريعة الإسلامية، كي لا يسيء البعض فهم المقصد من الرسالة وما هي رد عليه وردع له.