جزء من كتاب " الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار" للداعية الباحث المعروف أفرده المؤلف لإظهار عظمة هذه الشخصية المتمثلة بالخليفة عمر بن عبد العزيز، والذي سماه العلماء: الخليفة الراشدي الخامس. وأصل الكتاب بحث واف عن الدولة الأموية مستند إلى 753 مرجعا وانتظم 11 فصلا، قدم لها بالجذور التاريخية للأسرة الأموية ثم سيرة معاوية من مولده حتى نهاية عهد الخلافة الراشدة متضمنة ما شجر بينه وبين الصحابة حتى صلح الحسن وتوليته الملك، ثم بيعة معاوية وأهم صفاته ونظام حكمه، ثم سياسته الداخلية، ثم الفتوحات في عهده، ثم عهد يزيد بن معاوية، ثم عهد أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير، عهد أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان دون الفتوحات، ثم الفتوحات الإسلامية في عهد عبد الملك والوليد وسليمان، ثم عهد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، ثم بنو عبد الملك يزيد وهشام، نهاية بسقوط الدولة الأموية بدءا من خلافة الو ليد بن يزيد بن عبد الملك، فيزيد بن الوليد بن عبد الملك، فإبراهيم بن الوليد، فمروان بن محمد آخر خليفة أموي، مفصلا القول في الدعوة العباسية وأسباب سقوط الدولة الأموية. وكتاب الدولة الأموية ينتصر ما أمكن للصحابة والخلفاء، ويبالغ في الرد على الشبهات والأباطيل التي نسبت إليهم. وقال عن بعض مباحثه "إلهامي": ويُعَدُّ هذا من أوفى ما كُتب في الموضوع، فقد جمع فيه خلاصة ما كُتب في المراجع الأخرى. أما بحثنا وهو جزء رأى المؤلف إفراده بالطباعة لقيمته الخاصة، فيقع في ثمانية مباحث: من الميلاد إلى الخلافة، أهم صفات عمر بن عبد العزيز ومعالم تجديده، اهتمامه بعقائد أهل السنة، موقفه من الخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة والجهمية، حياته الاجتماعية والعلمية والدعوية، الإصلاحات المالية في عهده، المؤسسة القضائية في عهده وبعض الاجتهادات الفقهية، وأخيرا الفقه الإداري عند عمر بن عبد العزيز وأيامه الأخيرة ووفاته. والكتاب تأريخ ممتع لسيرة الخليفة الراشد الخامس، مملوء بالنقول والآثار من شتى المصادر والمراجع عن حياة هذا العلم من أعلام أمتنا. ويشوب كتب الصلابي منهجه في التأليف حيث ذكر أنه معني عند الكتابة بالتركيز على النقاط البيضاء وتكثيرها، والتقليل من النقاط السوداء وإغفالها، وهو مما يضعف موضوعية البحث ويقدم مطعنا لدى أصحاب الشبهات والذين في قلوبهم مرض. غير أن هذا لم يدفعه إلى الجنوح أو الحيف في عرضه، بل هو ميل يسير لا يسلب الكتاب قيمته العلمية ولا جهد المؤلف الواضح فيه.