الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية
محب الدين الخطيب
الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية
نبذة عن الكتاب

يعد هذا الكتاب الصغير دراسة علمية لموضوع التقارب بين المذاهب والفرق الإسلامية، وخصوصا ما يزعمه البعض من إمكانية التقارب بين أهل السنة وبين الشيعة الاثنى عشرية. وقد دفع الكاتب إلى التصنيف في هذا الموضوع ما لاحظه من دعوة إلى التقارب بين مذهب الشيعة الاثنى عشرية ومخالفيهم من أهل السنة والزيدية والإباضية. ومن ثم كان الهدف من الكتاب إثبات استحالة مثل هذا التقارب لأن واضعي أسس المذهب الشيعي لم يتركوا في أصولهم وسيلة لهذا التقريب بعد أن أقاموه على دعائم منافية للمنهج النبوي وما دعا إليه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. وتأتي أهمية الكتابة من كون التقريب بين المسلمين في تفكيرهم واقتناعاتهم واتجاهاتهم وأهدافهم من أعظم مقاصد الإسلام ومن أهم وسائل القوة والنهوض والإصلاح، لا سيما إذا كانت بريئة من الغرض، ولا يترتب عليها في تفاصيلها ضرر يطغى على ما يرجى من نفعها، ومن ثم فإن على كل مسلم أن يستجيب لها، وأن يتعاون مع المسلمين على إنجاحها. ولكن التجاوب لابد أن يكون بين الطرفين المراد تفاهمهما، أما إذا اقتصر الأمر كما هو واقع الآن -على طرف واحد من الطرفين- أو الأطراف ذات العلاقة به، فإنه لا يرجى له النجاح، هذا إذا لم يترتب عليه رد فعل غير حميد. وقد اتبع الكاتب المنهج التحليلي حيث جاء بشتى مناحي الخلاف المنهجي بين أهل السنة والشيعة، وذكر الأقوال فيها من مظانها لدى الطرفين، وأثبت استحالة التقارب بينهما فيه. وجاء أسلوب الكاتب متسما بالإسهاب حيث اكتفى بالعناوين موطن البحث دون تقسيمها إلى أبواب وفصول، هذا مع العناية بالنقل والتوثيق. أما عن موضوعات الكتاب فقد تعرض للفقه عند الفريقين مما لا يرجع إلى أصول مسلمة عند كليهما، ثم مسألة التقية عند الشيعة، وطعنهم في القرآن الكريم زيادة ونقصا، وكذبهم حتى على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعدم اعتراف بولاية غير الأئمة الاثني عشر، وحقدهم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وعقيدة الرجعة عندهم، وتحايلهم على التاريخ الثابت، وغير ذلك من أوجه مخالفات الشيعة لأهل السنة في الأصول والفروع. وعلى الرغم من تناول الكتاب للكثير من أوجه الخلاف بين أهل السنة والشيعة، ورده المفحم على تيار الأزهر الذي يميل تدريجيا إلى التقارب بين الفريقين، إلا أن تقسيم الكتاب قد يكون من النقاط التي تؤخذ عليه إذ إنها تخلو من المنهجية، فبدا الكتاب وكأنه دفقة أراد الكاتب أن يقذف بها في أوجه القائلين بالتقارب، وقد بدا ذلك في لغة الكتاب التي تنحو إلى اللغة الأدبية في كثير من الأحيان.