هذه الرسالة تتناول مصطلحات العقيدة وما يبنى عليها من أحكام. وتتضح أهمية هذه الرسالة في مكانتها المرموقة بين كتب العقيدة المعاصرة؛ وذلك لإحاطتها بأغلب ما سطر في الكتب وما يدور على الألسن فيما يتعلق بأمر العقيدة والتوحيد، فجاءت مادتها جامعة لشتات موضوعاتها، مع تقريب الكثير من مباحث العقيدة لغير المختصين. وتهدف هذه الرسالة إلى تقريب مصطلحات العقيدة، وما يدور حولها من التوحيد والتفسيق والتكفير والشرك والنفاق. وقد سلك المصنف في هذه الرسالة أسلوب الاختصار كون هذه الرسالة مدخلا لدراسة العقيدة. كما أنه قرن بين الاختصار وبين التوضيح سواء بالأدلة أو بالأمثلة. وقد اشتمل الكتاب في محتواه على الأمور التالية: توضيح المصطلحات العقدية، وتحرير مدلولاتها، وأقسامها، وبيان الأحكام المترتبة عليها، وبيان الوجوه الدالة على منزلة هذه المصطلحات وموقف العقيدة الإسلامية منها، وإظهار آثار هذه المصطلحات في واقع المسلمين العملي سلبا وإيجابا، وبيان الفروق العقدية بين المصطلحات المختلفة، وبيان الأركان والشروط والأصول المتعلقة بمصداقية هذه المصطلحات حتى تترتب عليها الأحكام. وتدل الطبعات المتعددة للكتاب على حسن قبوله بين أوساط المهتمين بهذا الموضوع في الواقع. ومن ثم جاء الجديد في هذه الطبعة الخامسة متمثلا في إسناد المادة العلمية إلى مصادرها ما أمكن، والعناية بحسن صياغة بعض الموضوعات للعون على فهمها، وضبط بعض المصطلحات التي لم تنل حظها من الضبط في الطبعات السابقة، وزيادة بعض الفروق العقدية المهمة، مع وضع عناوين جانبية لبعض الموضوعات مما يزيد من وضوحها ويساعد على تمام فهمها. وقد رتب المصنف نتائج رسالته في نهايتها في نقاط لعل من أبرزها: وجوب الالتزام بألفاظ الكتاب والسنة في التعبير عن الحقائق العقدية، وتقرير أن مذهب أهل السنة هو المذهب الحق، وأنه المذهب الوسط بين فرق هذه الأمة كوسطية هذه الأمة بين سائر الأديان، وتوضيح معنى الألوهية وأنها العبادة وليس القدرة على الخلق، وأنها الغاية من خلق الخلق، ولا تتحقق إلا بما شرعه الله تعالى على لسان رسوله، ووجوب اجتناب ما يضاد التوحيد من الشرك الأكبر والأصغر، ووجوب موالاة الله تعالى ورسوله والمؤمنين وبغض الشرك والمشركين. مع إطالته النفس في مسائل الولاء والبراء وإسقاط ذلك على الواقع. ويميز الكتاب أنه ربط بين الموضوعات كلها حتى يكون وحدة واحدة رتب بعضها على بعض.