الكتاب الثاني من سلسلة "في ظلال القرآن - دراسة وتقويم" وهذه السلسلة في أصلها رسالة دكتوراة نال المصنف درجتها مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. قسمها المصنف إلى ثلاثة كتب ("مدخل إلى ظلال القرآن" و"المنهج الحركي في ظلال القرآن" و"في ظلال القرآن في الميزان"). ويمثل هذا الكتاب البابين الثاني والثالث من الرسالة المذكورة. وكون أصل الكتاب رسالة أكاديمية مع كون مصنفه أكاديميا كذلك جعل الرسالة عميقة التقسيم؛ حيث قسمها المصنف إلى بابين أساسيين هما منهج سيد قطب في التفسير وطريقته في التفسير، كما قسم الأبواب إلى فصول ثم إلى مباحث، يصعب سردها دون رسم شجري لها ولكنه تناول فيها منهج صاحب الظلال في تفسيره، ونظريته الحركية في الظلال، وطريقته فيه التي طبق فيها قواعد منهجه، وعرض بها نظريته. فانطلق من تطور مناهج صاحب الظلال من المنهج الجمالي إلى الفكري وأخيرا الحركي، واستنبط كذلك المصنف ١٤ قاعدة تفسير في الظلال، هي: النظرة الكلية الشاملة للقرآن، والتأكيد على المقاصد الأساسية للقرآن، وبيان المهمة العملية الحركية للقرآن، والمحافظة على جو النص القرآني، واستبعاد المطولات التي تحجب نور القرآن، وتسجيل إيحاءات النص وظلاله ولطائفه، ودخول عالم القرآن بدون مقررات سابقة، والثقة المطلقة بالنص القرآني والتسليم التام بمدلوله، وغنى النصوص بالمعاني والدلالات، وبيان أهمية العقيدة ودورها وأثرها، وإزالة التعارض الموهوم بين النصوص، والوحدة الموضوعية للقرآن، والبعد الواقعي للنصوص وعموم دلالتها، وبيان حكمة التشريعات وتعليل الأحكام. أما الباب الثاني والذي خصصه المصنف لبيان طريقة الظلال في التفسير فقد تعرض فيه للمراحل التي مر بها الظلال في التفسير وهي أربع مراحل: الاستعداد النفسي وقراءة المقطع عدة مرات للاهتداء لموضوعه الأساسي وكتابة الدرس في أقل عدد من الجلسات وأخيرا النظر في المراجع للاستدراك أو التوثيق أو التوضيح. كما ضمن المصنف في هذا الباب الكلام عن طريقة الظلال في تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم بأقوال الصحابة والسلف ومن اتبعهم، كما عرض المصنف لموضوعات علوم القرآن التي تعرض لها الظلال من ناسخ ومنسوخ وأسباب نزول وغيرها، وختم بموقف الظلال من بعض موضوعات التفسير كالقصص والعقيدة والأحكام والجهاد. وربما كان شرح الكتاب لمنهج الظلال طاغيا على الأمثلة المنقولة منه، أي أن استنباط فلسفة الظلال كان أبرز من مجرد الاستشهاد بأقواله، ولكن المنهج العلمي وحسن التقسيم وتفرد الموضوع جعل من هذا الكتاب مصدرا متفردا في بابه.