تعد هذه الموسوعة ثمرة جهد وفكر إسلامي جماعي متعاون. وهي تهدف إلى تقديم جملة من الحقائق الموضوعية عن مجموعة من التيارات الفكرية والسياسية والأحزاب والأديان والمذاهب والفرق. ومن هنا تأتي أهميتها في تقديم زاد فكري ثقافي موثوق لأبناء الجيل المعاصر حتى يعرفوا توجهات هذا العصر وليكونوا على بينة من ذلك كله فيكون بوسعهم اتخاذ الموقف المناسب منها رفضا أو قبولا. وقد دفع المصنفون إلى تأليف هذه الموسوعة ما لمسوه من كثرة في المعلومات المشوشة والمتناقضة حول أحزاب وتيارات فكرية وسياسية وفرق وأديان وفلسفات، لا يكاد يبصر فيها وجه الحقيقة الموضوعية. لاقت هذه الموسوعة القبول الحسن لأنها سهلة الاستعمال، أسلوبها موثق في المعلومات، تحقق رغبات الدارسين، وتلبي طلبات المراجعين بأيسر طريقة وأسلس عبارة وأصح معلومة وأدقها، متحلية بالنزاهة والتجرد في كل ما تعرضه من أديان ومذاهب وآراء. إضافة إلى تحاشيها الإسهاب وتجنبها السطحية. ولعل هذا كان وراء تكرار طبعها، على قصر الفترة بين الطبعة والأخرى، على كثرة المراجعات بين الطبعات كما يقول المصنفون في مقدمة الطبعة الثالثة: "تمت مراجعة كل موادها مادة مادة، من النواحي الموضوعية والشكلية واللغوية والمنهجية". أما عن المحتوى فقد تناولت الموسوعة الحركات والمذاهب الحية التي لها وجود واقعي ملموس في عالم اليوم مع تجنب الحركات والتيارات التي اندثرت وعفى عليها الزمن. وقد رتب المصنفون مواد هذه الموسوعة بطريقة معجمية ليسهل استعمالها وليسهل إضافة أية مادة جديدة فيها في طبعة قادمة. ولكنهم عادوا في الطبعة الثالثة فأعادوا ترتيب موادها بالاعتماد على الموضوعات وصلة بعضها ببعض، مما له من تأثير بليغ في نفس القارئ. ويتناول القسم الأول من الموسوعة الفرق العقدية والمذاهب الفقهية والحركات التي نشأت في كنفه. أما القسم الثاني فهو عن اليهودية وما تفرع عنها، والقسم الثالث عن النصرانية وما تفرع عنها، والقسم الرابع عن الأديان الشرقية، والقسم الخامس عن المذاهب الفلسفية والمدارس الأدبية. وقد سارت الدراسة عن كل فرقة أو حزب أو دين أو تيار على نحو مطرد هو: التعريف، والبدايات الأولى بالتأسيس وإبراز الشخصيات، وبيان الأفكار والمعتقدات وأهم الخصائص التي تتصف بها الحركة، والجذور الفكرية والعقدية التي استقت منها هذه الحركة مبادئها ومعتقداتها، وانتشارها وموقع نفوذها، مع إيراد أهم المراجع المتوفرة لمن أراد التوسع في البحث. وتمتاز الموسوعة كذلك بملحقها الذي يشتمل على أبرز المفردات التي وردت بالمتن مما قد يُشكل على القارئ العادي فهمه مع الجمع بين بساطة المعنى وشموله ووضوحه. كذلك اشتمالها على فهرس أبجدي يسهل الرجوع السريع إلى مداخل الموسوعة المتعددة.