هذا الكتيب من تأليف الشيخ الدكتور عبد العزيز بن ناصر الجليل صاحب السلسلة الشهيرة "وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم"، وقد ألَّف الشيخ هذه الرسالة بناء على طلب بعض الإخوان الذين أقلقتهم فتنة "الانحراف في تكفير الأعيان" فطلبوا منه الكتابة في التحذير من مجانبة العدل فيها بين الإفراط والتفريط، وكشف شبهاتها، ورغم تهيب الشيخ بداية الكتابة في هذا الموضوع الخطير إلا إنه انتدب نفسه لهذه المهمة الجلل، بعد أن قام بجمع العديد من القواعد الهامة في هذا الموضوع، مراجعا في ذلك العديد من المشايخ الكرام. وقد قسّم الرسالة إلى مقدمة وتمهيد وسبعة أصول في الحكم على الأعيان ثم ختمها بتعقيبات هامة؛ ففي المقدمة ذكر فيها الدافع للتأليف في هذا الموضوع الهام. وفي التمهيد ذكر ثلاث مقدمات هامة قبل البدء في تناول الموضوع؛ أولها: بيان وسطية دين الإسلام بين الإفراط والتفريط، وأنها وسطية شرعية إلهية لا وضعية بشرية. ثانيها: أن الخلاف في هذه المسألة إنما هو في إنزال نواقض الإسلام والمكفرات على المعين بذاته، وأن وسطية أتباع السلف تتمثل في أنهم لا يتوقفون في تكفير المعين متى استوفى شرائط التكفير وانتفت عنه موانعه، ولا يكفرونه متى ما وجدوا مانعًا من موانع التكفير. ثالثها: تتناول الباعث للمخالفين في الانحراف عن وسطية أهل السنة والجماعة، وأنها لا تعدو كونها شبهة صادفت قلة علم أو شهوة صادفت هوى في قلب صاحبها. وأما الأصول السبعة وهي التي تمثل جل الكتاب وأساسه فهي: الأصل الأول: الحكم على المعين يجب أن يكون بعلم وعدل. الأصل الثاني: المرجع في تعريف الإيمان وما ينقضه بيان الله ورسوله ﷺ بفهم السلف الصالح. الأصل الثالث: من ثبت إسلامه بيقين فلا يجوز إخراجه منه إلا بيقين مثله. الأصل الرابع: تجري الأحكام في الدنيا على الظاهر وعلى آخر الأمر. الأصل الخامس: الحكم المطلق لا يستلزم الحكم على المعين. الأصل السادس: لا تجري أحكام التكفير إلا بعد انتفاء الموانع وتحقق الشروط. وقد استحوذ الأصل السادس على ما يقرب من نصف الرسالة حيث فصّل في الموانع – لا سيما المانع الأول: مانع الجهل ومسألة العذر به – ثم تناول الموانع الأخرى؛ الخطأ والتأويل والإكراه. وبعد أن انتهى من ذكرالموانع، شرع في ذكر الشروط اللازمة لإنزال الحكم على المعين. الأصل السابع: لا يحكم على معين بمآلات كلامه أو فعله ولا يُلزم بلوازم ذلك إلا بعد التزامها. ويظهر من عرض الشيخ اعتنائه بتحرير مذهب ابن تيمية حيث أكثر النقل عنه وعن تلميذه ابن القيم. والكتاب متميز في بابه على اختصاره. كما أن الطبعة متميزة بحسن التقسيم والترتيب وإيضاح العناوين الرئيسة.