المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات
المغراوي
المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة الداعية المغربي محمد بن عبد الرحمن المغراوي، صاحب تفسير التدبر والبيان للمنهاج السلفي في تفسير القرآن على أربعين مجلدا، وله تصانيف عديدة في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة وغيرها. ومن أهم مؤلفاته هو المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات، وقد اختار المؤلف هذا الموضوع لأهميته واتصاله بكتاب الله تعالى وهو المصدر الأول وبه يجب الاعتناء، وضرورة فهمه الفهم السلفي الصحيح على منهج أهل السنة والجماعة والسلف الصالح لتستقيم الأمور، ونوه على خطورة عكس ذلك وتناقله، كما يبين أيضا العقيدة الصحيحة للمنهج السلفي، ليبتعد عن الصور التي تناولها المفسرون عن العقيدة السلفية بأنها تجسيم أو عقيدة المساكين السذج وأن التأويل بمعنى التحريف هو الحق والصواب الذي ينبغي تعلمه واعتماده، مع أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين فد وفوا القرآن الكريم حقه من التفسير والفهم، فلا وجود لآية من كتاب الله فاتت الصحابة والتابعين وتركوها دون تفسير وتوضيح، وقد قيض الله أئمة فحولا جمعوا كل ما أثر عن السلف في فهم كتاب الله وذكروه بالأسانيد إليهم. ويعزو المؤلف ذلك اللبس والفهم الخاطئ لعدة أسباب، أولها دخول بعض العلوم على الأمة الإسلامية مما أفسد فطرتها وقلبت أمزجتها، وسخرها أعداء الإسلام في ضرب عقيدة المسلمين السلفية الصحيحة، من الكلام المذموم بما فيه المنطق الذي تسلح به كثير من المغرضين، والمجاز الذي اعتبره أصحابه أكبر فنون الفقه اللغوي، والاشتغال بما لا دليل عليه من كلام العرب أو السنة مما أدى إلى انحراف في فهم القرآن والعقيدة، والسبب الثاني هو الإعراض عن دراسة السنة الصحيحة والآثار السلفية. وأيضا من أهم أسباب اختياره لهذا الموضوع اختلاف تخصصات ومشارب المسلمين قديما وحديثا الذين اعتنوا بتفسير كتاب الله، وحاول كل مفسر أن يبدي تخصصه في تفسيره، وكانت عقائدهم في تفسيرهم تابعة لتخصصاتهم، كما انتشرت كتب التفسير في المكتبات الخاصة والعامة واتخذ بعضها منهجا في التدريس في بعض الجامعات، فاختار المؤلف هذا الموضوع ليبين ما في هذه الكتب من الصواب والخطأ في آيات الصفات حتى يتجنب القارئ الخطأ ويأخذ الصواب، خصوصا وأن الخطأ في هذا الباب ليس بالسهل اليسير ولكنه خطأ في صفات الله عز وجل، والصواب هو الواجب، ونوه المؤلف على أن القصد ليس هو الكلام في هؤلاء القوم، فقد يكون تاب بعضهم ونحن لا ندري، ولكن القصد هو عدم السكوت على ما في مؤلفاتهم من باطل. والكتاب يتكون من المقدمة التي احتوت على سبب اختياره للموضوع، ومنهجه في التأليف، ثم قسم الكتاب لخمسة أقسام رئيسة، القسم الأول هو التعريف بالسلفية والسلف وأصولهم وعقائدهم في التفسير؛ والقسم الثاني يختص بالخلف وأصولهم التي اتبعوها في التفسير؛ أما القسم الثالث ففي تفاسير السلفية؛ والقسم الرابع يتضمن تفاسير الخلفية؛ أما القسم الأخير فيختص بالرد على المفسرين الخلفيين؛ ثم الخاتمة. وقد اعتنى المؤلف بتفسير القرطبي أكثر من غيره، فاستقصى جميع الصفات في تفسيره وجمع كلامه في كل صفة ثم أتبعه بالرد عليه كما يبين ما في كلامه من الخطأ وينقل في الرد عليه كلام السلف مصحوبا بالأدلة العقلية والنقلية، وقد اعتمد في أغلب ذلك على الإمام ابن القيم، فقد ينقل ردا كاملا منه على صفة لأنه وجده ما ترك لغيره شيئا، فليس من منهج الكاتب التنميق والتحايل حتى يبين للناس أنه أجهد نفسه في استخراج الأدلة وتتبع المراجع ولكن همه الأكبر بيان خطأ المفسر ورده ردا كاملا مستوفيا. فيذكر المؤلف عنوان المفسر ثم عنوان تفسيره وسنة وفاته ثم يترجم له ويوضح فيها عقيدته عموما في بعض الأحيان إن وجد ما يساعد على ذلك وقد يذكر بعض المزايا المفسر العلمية وغيرها لكن بطريق الإجمال ثم يذكر عقيدته في الأسماء والصفات في تفسيره، كما يبين إن كان أول الصفات كلها وأثبت بعضها أم أول الكل، ثم يذكر من الصفات كدليل لما قاله في ترجمة المفسر، ويعلق في بعضها تعليقا مختصرا ثم يفصل في تفسير القرطبي. كما قام بتخريج جميع الآيات والأحاديث تخريجا مختصرا، وفي الخاتمة بين نتائج بحثه وثمرته.