المحلى في شرح المجلى بالحجج والآثار
ابن حزم
المحلى في شرح المجلى بالحجج والآثار
نبذة عن الكتاب

شرح ابن حزم في "المحلى" كتابَه "المجلى في الفقه" عندما طُلب منه أن يشرحه. وتظهر أهمية كتاب "المحلى" في مكانته التي لا تخفى في دواوين الإسلام؛ فهو من أجل كتب الفقه المقارن. ويعد هذا الكتاب أعظم مدونات المذهب الظاهري في العقائد والأحكام. كما أنه يعد موسوعة فقهية عظيمة، استعرض فيها ابن حزم آراء معظم من سبقه وعاصره من الفقهاء. ولم يقف عند حد النقل بل كان يمحص الآراء تمحيصا دقيقا ويعرضها على ميزانه الدقيق ثم يخرج بالرأي الذي يترجح عنده بعد مناظرات فقهية ثرة وسوق للأدلة مبهر، حتى أنتج لنا المحلى معارك فقهية إذا استرسلت فيها ووقفت مراقبا لها فكأنك تعيش جوها وتنخرط في حوارها. ولم تقف أهمية المحلى عند هذا القدر بل تخطته إلى ما هو أعظم؛ إذ احتوى الكتاب على موسوعة لأسماء الرجال والأعلام . ولقد أعان ابنَ حزم على إخراج المحلى في هذه الصورة الموسوعية غزارةُ علم وكثرة محفوظ مع دقة نظر وصحة استدلال، فأتى كتابا فريدا لا يستطيعه إلا نوادر الرجال وجهابذة العلماء. ويحتوي الكتاب على ٢٣١٢ مسألة، وقد توفي ابن حزم قبل أن يتم كتابه المحلى، فأتمه من بعده ابنه أبو رافع ملخِّصا المسائل الباقية حسب أبواب الفقه من كتاب أبيه "الإيصال إلى فهم كتاب الخصال". ويمتاز هذا الكتاب بعناية ابن حزم بالحديث، وتمييزه بين صحيحه وضعيفه وما يصلح للاحتجاج من الأحاديث وما لا يصلح لذلك. ولابن حزم نظر في الحديث غير منكور وإن كان قد خطأه الأئمة في مسائل. مع سوقه لآثار الصحابة والتابعين في الأحكام مسندة وبيان مذاهبهم. ومن ثم يمكن اعتبار المحلى كتابا للحديث لو استخلصت منه مادة الحديث لكان كتابا من كتب سنن الحديث ذات الإسناد الكامل. وقد أحتوى الكتاب على علل الأحاديث والرجال حتى بات بحق كتابا للعلل يضاهي في قيمته كتب العلل الأخرى. ويؤخذ على الكتاب وجود الحديث الضعيف فيه؛ فابن حزم يورد ما يحتج به من يخالفه في عامة المسائل، ويكون في ضمن ذلك أحاديث لا تصح، وقد تكون هذه الأحاديث التي يضعفها صحيحة عند غيره، وأما هو فلا يحتج إلا بما يراه صحيحا، وقد يصحح ما يراه غيره من الأئمة ضعيفا، فإن أريد بوجود الحديث الضعيف في "المحلى" أن ابن حزم يحتج بها مع اعتقاده ضعفها فهذا باطل قطعا، وقد قرر هو ـ رحمه الله ـ أنه لا يحتج في الدين إلا بما صح من الحديث. وأما إن أريد بوجود الحديث الضعيف في "المحلى" أن ابن حزم قد يحتج بما يكون ضعيفا في نفس الأمر مع اعتقاده صحته، أو أريد به ما يسوقه من الأحاديث الضعيفة التي احتج بها خصومه مع تضعيفه لها فهذا كثير في "المحلى" بلا شك.