هذا الكتاب ملخص في الفقه، مقرون بأدلته من الكتاب والسنة، للشيخ الفقيه صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، كان قد ألقاه في الإذاعة على حلقات، وقد تكرر الطلب ممن سمعوه وألحوا عليه بطباعته، ليبقى الانتفاع به إن شاء الله، وما كان ينوي ذلك حال إعداده كما أخبر في مقدمة كتابه، ولكن نزولاً عند رغبة الكثير، أعاد النظر فيه، ورتبه، وقدمه للطباعة.وقد جرى فيه على أبواب الفقه المعهودة، مبتدئا بالطهارة ومختتما بالإقرار. وقد قدم له باب في فضل التفقه في الدين.ومادة الكتاب ملخصة من كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع، للعلامة منصور البهوتي، ومن حاشية الروض المربع للعلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم.وقد أضاف الشيخ عليه التعليقات والتنبيهات إذا مرت مناسبة، كما أنه يرجح خلاف المذهب حسب ما يؤديه إليه اجتهاده، ويبتدئ الباب ببيان أهميته بكلام من عنده قبل أن يشرع في الأحكام.ومتن زاد المستقنع متن في الفقه مختصر جدا على مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- وأصله هو كتاب المقنع للموفق ابن قدامة -رحمه الله- والذي اختصره الحجاوي -رحمه الله- في هذا المتن المعروف بزاد المستقنع في اختصار المقنع مع حذفه لبعض المسائل نادرة الوقوع والزيادة عليه بما دعت إليه الحاجة، مع عدم الالتزام بترتيب المسائل كما سردها الموفق ابن قدامة؛ فقد تجده يذكر بعض المسائل في غير الباب الذي ذكرها فيه الموفق أو يكون الموفق ذكرها في أول الباب ويضعها الحجاوي في أخره، وأيضا فإنه قد كرر الحجاوي بعض من المسائل لدخولها في أكثر من باب مع عدم تكرار الموفق لها، وقد خالف الحجاوي الموفق في بعض من اختياراته إذا لم يشر الموفق إلى أن هذا الرأي رواية في المذهب، هذا مع كون الحجاوي قد خالف في بعض المسائل المشهور في المذهب عند المتأخرين فيما يقرب من اثنين وثلاثين مسألة، والمتن نفسه خال من الأحاديث؛ لأن مقصوده هو ذكر المسائل الفقهية دون إكثار من الفروع إلا ما دعت إليه الحاجة ودون ذكر للدليل ولا للتعليل، وهذا متن مهم جدا عند علماء الحنابلة. والروض المربع هو أحسن شروح الزاد، ونال من الشهرة والمكانة الشيء الكثير.وأسلوب كتاب الملخص الفقهي سهل ميسور للمبتدئ، إذ كانت مادته الأصلية دروس مسموعة، كما أنه سلك مسلك الاختصار في بيان الأحكام، من دون تفصيل في الخلاف أو ذكر الأمور الحديثية أو اللغوية وما إلى ذلك. وكثيرا ما يستشهد بأقوال ابن تيمية، وقد يرجح رأي غير الحنابلة إن قوي.