أصل هذا الكتاب رسالة علمية نال بها الباحث درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى، وقد توقف الباحث عند الآيات التي بها تشابه لفظي في القرآن الكريم ثم جمعها وتوقف عند الأسرار البلاغية لماذا عُبِّر في هذا الموقف بكذا وعُبِّر في هذا الموقف بكذا. وقد دفع الباحث إلى التصنيف في هذا الموضوع أهمية دراسة بلاغة القرآن وإعجازه وعدم وجود مؤلَّف يجمع جزئيات موضوع المتشابه اللفظي رغم كثرة مناقشات العلماء له لما فيه من قدر كبير من المسائل البلاغية المصحوبة بالتطبيقات والتحليلات. وقد ذكر المصنف معالم منهجه في نقاط ملخصها: تأصيل الموضوع وبيان أبرز مصنفاته، وإظهار ما تميز به البحث البلاغي عند علماء المتشابه اللفظي مادة ومنهجا وتوظيفا، مع جمع المسائل البلاغية ذات الصلة بالمتشابه اللفظي. وقد نظم الباحث كتابه في ثلاثة أبواب؛ وبدأ بمقدمة موجزة عن معنى المتشابه، وبيان أبرز الكتب التي ألفت فيه. أما الباب الأول فقد استعرضَ فيه الكتب الخمسة التي تناولها بحثًا ودراسةً؛ وهي (درة التنزيل للإسكافي - البرهان في متشابه القرآن للكرماني - ملاك التأويل لابن الزبير - كشف المعاني لابن جماعة - فتح الرحمن للأنصاري)، فوقف مع كل كتاب ثلاث وقفات مُعرِّفًا بمؤلِّفه ثم بكتابه ثم بيان قضايا الكتاب ومصادره، وأبرز ملامحه. أما الباب الثاني فقد تناول المتشابه اللفظي في الكلمة، وبدأ الحديث عن الاختلاف بين الآيات المتشابهة في اختيار الصيغة، ثم الإفراد والجمع، ثم التذكير والتأنيث، ثم التعريف والتنكير، وختم الحديث عن الحروف. وفي الباب الثالث نظرَ في الآيات المتشابهة في الذكر والحذف، ثم الآيات المختلفة من حيث التقديم والتأخير، وفي ختام البحث تحدَّث عن الاختلاف بين الآيات المتشابهة في موضوع الفصل والوصل. وخرج الباحث بنتائج قيمة يعد من أهمها كون الآيات المتشابهة من أعظم الدلائل على إعجاز القرآن من حيث الجملة والكلمة بل والحرف. وكذا عناية علماء المتشابه اللفظي بالسياق من حيث ملاءمة العناصر بعضها لبعض. كما أبان البحث سمة أخرى للإعجاز القرآني وهو سمة الترتيب داخل الجملة مما يتضح في موضوع التقديم والتأخير بين الجمل في الآيات المتشابهة. وكشف البحث كذلك عن مسألة التأثر والتأثير بين علماء المتشابه وقدراتهم العلمية واللغوية الواسعة التي كان لها أعظم الأثر في بناء مصنفاتهم.