هذا الكتاب هو الثاني في سلسلة "المدخل المفيد إلى علم التوحيد"، وهو محاولة من المؤلف لتمهيد السبيل أمام طلبة العلم والدعاة -على اختلاف مستوياتهم- لدراسة أهل الأهواء والبدع، واستبانة سبلهم وطرقهم، ومعرفة أصولهم وسماتهم، وفهم مناهجهم ومسالكهم، والإحاطة بمنهج أهل السنة والجماعة في التعامل معهم، على حد بيان المؤلف في مقدمة كتابه. ويهدف هذا الكتاب أن يكون بمثابة مدخل تكميلي لكتاب المؤلف الأول في هذه السلسلة الذي صدر بعنوان "علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة المبادئ والمقدمات"، ويتلوه الكتاب الثالث الذي يدور حول العقائد المسندة لأئمة أهل السنة والجماعة. وقد جاء محتوى هذا الكتاب في بابين: الباب الأول: بين أهل السنة وأهل الأهواء والبدع. حيث قدم المؤلف بيانا للبدع وأنواعها وما يتعلق بها من أحكام وأحوال، وعرض لسمات وأصول أهل الأهواء والبدع ومناهجهم، وموقف أهل السنة والجماعة منهم، مع الإشارة إلى أهم القواعد والضوابط التي تحكم العلاقة بين أهل السنة وأهل الأهواء والبدع. وجاء هذا الباب في ستة فصول تناولت تعريفات البدعة والمختار منها، كما تحدث المؤلف عن خطورة البدعة والتحذير من أهل البدع، فبين أن من مخاطرها أنها قول على الله بغير علم، وأن الابتداع اتهام لمقام النبوة، ومقام الصحابة، وأنه مضاد للشريعة، وفساد في الدين والقلب. ثم تحدث المؤلف عن أنواع البدع، وهي البدعة الحقيقية والإضافية والعادية والتعبدية، والفعلية والتركية، والكلية والجزئية. ثم تعرض لبيان الصفات والملامح العامة لأهل الأهواء والبدع، وقد عرض المؤلف من هذه الصفات صفات الجهل، والتعصب، واتباع الهوى، واتباع المتشابه، والغلو، والجدال بغير حق، والتفرق والتناقض والاضطراب... وغير ذلك. وتحدث بعد ذلك عن معالم أهل الأهواء والبدع في النظر والاستدلال، مع بيان منهجهم، وضوابط العلاقة بين أهل السنة وأهل الأهواء والبدع. أما الباب الثاني: فهو عن أصول الفرق المخالفة لأهل السنة؛ وفيه لمحة تاريخية عن نشأة الابتداع والافتراق في الأمة وتطوره، ودراسة لكبريات الفرق وأشهرها بعرض أصولهم ومناهجهم، وبيان ظروف نشأتهم وتطورهم، وأهم رؤوسهم وفرقهم، ومواقع انتشارهم قديما وحديثا، ثم عرض موجز لأنواع المفارقين لأهل السنة وأحكامهم، وأهم الضوابط التي يجب مراعاتها في الحكم عليهم. ويمتاز الكتاب بجمعه لأطراف موضوع البدعة بأسلوب منهجي علمي يغلب عليه التأصيل.