الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
ابن العربي
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف القاضي أبي بكر ابن العربي، المفسر الفقيه المالكي الأشعري. والكتاب الذي بين أيدينا من أحسن ما ألف في علوم القرآن ومن أجود الكتب التي أفردت لناسخه ومنسوخه. وحقق لهذا التصنيف الشيخ عبد الكبير العلوي المدغري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكان تحقيقه لهذا العمل هو رسالة أعدها لنيل لدرجة دكتوراه الدولة في علوم الإسلام، وكان باعثه على تحقيق هذا الكتاب ودراسته قبل كل شيء باعثا روحيا ينطلق من الرغبة في خدمة كتاب الله. وقد قسم الأستاذ عبد الكبير المدغري الكتاب إلى قسمين؛ قسم خاص بالدراسة ويتكون من ثلاث أبواب بعد التقديم، فبداية؛ ترجم فيه للمؤلف استقصى فيها قدر الإمكان كل ما ورد عن حياته من أخبار صحيحة ورتبها ترتيبا يضع الحلقات المفقودة في مكانها ويذكر المراحل المجهولة في إبانها، ثم في الباب الثاني ترجم لشيوخه، وأحصى تلاميذه، وترجم لكبارهم، فترجم لما يزيد على الخمسين ومائتي ترجمة قامت مقام برنامج لتلاميذ أبي بكر ابن العربي رحمه الله، كما تحدث عما أدخله أبو بكر ابن العربي إلى المغرب من علم، تفسيرا لما ورد عند مترجميه من أنه أدخل المغرب علما كثيرا، كما أدرج في هذا القسم أيضا لائحة بكتب الناسخ والمنسوخ المؤلفة قبل هذا الكتاب مع الإرشاد إلى مكان وجودها والتنبيه على ما هو مطبوع منها وما هو مخطوط. واشتملت الدراسة أيضا على مدخل موضوعي للكتاب، تحتوي على معنى النسخ وحد النسخ والتوسع في القول بالنسخ وحكمه وشروطه وضروبه، ثم في مبحث آخر يتناول نظرة عامة على الكتاب، فذكر الكتب التي أحال المؤلف عليها في ناسخه ومنسوخه، وقواعد النسخ وضوابطه المستخلصة من الكتاب وتجريد آيات النسخ التي نظر فيها، ثم في الباب الأخير من هذا القسم يتحدث المحقق عن منهجيته في تحقيق الكتاب ونسخه الخطية، وتوثيق نسبته، ثم في نهاية ذلك القسم أدرج فهارس لمصادر الدراسة والتحقيق، وفهارس للموضوعات. أما القسم الثاني من الكتاب، فهو صلب العمل وأساسه، واشتمل على نص كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم. بدأ بمقدمة المؤلف، ثم شرع في سور القرآن على نفس ترتيب المصحف، فبعد أن يقدم لكل سورة من معرفة المدني والمكي منها، وتعداد لآيات النسخ أو التخصيص الواردة فيها ثم يشرع في ذكر تلك الآيات ويرقمها بالنسبة لترتيبها في السورة، ثم بعد ذلك يدرج الفهارس للموضوعات والأسماء والكنى والألقاب والأبناء والأماكن. ويعد هذا الكتاب الجليل من أقوم الكتب في هذا الموضوع نظما وطريقة، وأمتعها أسلوبا وأعذبها عبارة وأحلاها بيانا، وأغزرها علما وأعمقها فهما وأقواها حجة. وقد سلك فيه ابن العربي مسلكا لم يتفق لمن سبقه، فكان يذكر السورة وما فيها مما هو من قبيل النسخ وما هو من قبيل العموم والخصوص، ويذكر الأقوال الواردة في ذلك ويحققها ويمحصها وينقدها نقد العارف بهذا الفن، الخبير بأسراره، ثم يدلي بدلوه ويأتي بقوله مع ما يشهد له ويدل عليه من منقول ومعقول فتراه في كل ذلك قوي الحجة واضح المحجة. أما بالنسبة لمنهج المحقق في تحقيقه لهذا العمل، فقد قام بتبيض نسخته وما تطلبه ذلك من مقابلة بين النسختين الموجودتين من الكتاب وهما: نسخة القرويين ونسخة الخزانة العامة، ومقابلة لهما على ما ورد في كتبه وكتب غيره، كما قام بتخريج شواهده وكل ما يدخل في خدمة النص مما هو معروف في صنعة التحقيق.