أصل هذه الكتاب رسالة ماجيستير تقدمت بها الباحثة لقسم الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود وقد أجيزت بتقدير امتياز. وهو موضوع بديع ذا مباحث فريدة قل من ينتبه لها على الرغم من أهمية هذا الموضوع الأمر الذي دفع الباحثة للكتابة فيه وقد أبانت في مقدمتها دوافعها لذلك: كون أغلب غذاء المسلمين في الوقت الراهن مستوردا من الخارج، إضافة إلى التطور التقني في مجال التصنيع الغذائي بما يشتمله من مركبات قد يكون لها آثار سلبية على صحة الإنسان، وكذا ما تواجهه الأقليات المسلمة من نوازل في بلاد الكفار، الأمر الذي يستدعي بيان حكم هذه النوازل ليطب الإنسان مطعمه فيصفو ويزكو بالإيمان والدعاء المستجاب. وقد اشتملت الرسالة على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة؛ ففي المقدمة ذكرت خطة البحث ومنهجه وأسباب اختيار الموضوع والصعوبات التي واجهتها. وفي التمهيد تناولت في ثلاثة مباحث التعريف بمصطلحي الكتاب (النوازل والأطعمة) معددة أنواع الأطعمة بقسميها الرئيسيين الحيواني والنباتي، ثم القواعد الشرعية والضوابط الحاكمة لها. أما الفصل الأول فتناولت فيه النوازل في الأطعمة الحيوانية في مبحثان الأول للنوازل العامة تناولت فيه المعالجات التي تتم على الأطعمة الحيوانية من تهجين أو هدرجة أو تعديل وراثي أو إضافة هرمونات أو إشعاع أو مبيدات. وفي المبحث الثاني تناولت النوازل الخاصة وهي المتعلقة باشتمال بعض الأطعمة على أجزاء من الحيوان وتناولتها في مبحثين الأول للأجزاء المتصلة كالجلد والعظم والدم والأعصاب والثاني للمنفصلة كالدهون والإنفحة. وقد تضمن المجلد الثاني من الكتاب باقي الرسالة فابتدأ بالفصل الثاني والذي تناول النوازل في الأطعمة النباتية في مبحثين: الأول خاص بالأطعمة النباتية للحيوان وهو العلف ووجوب تقديم النافع للحيوان بل ويحكم القاضي بذلك لمن قصر فيه، والثاني للأطعمة النباتية الخاصة بالإنسان فتحدثت عن النباتات المستهلكة على طبيعتها دون أي معالجة ثم ما استخلص من النباتات ثم النباتات المعدلة وراثيا. وفي الفصل الثالث والأخير تناولت المركبات الغذائية بأنواعها المختلفة من ملونات ومثبتات ومحليات وكحوليات ومواد حافظة وغيرها. وفي الخاتمة تناولت أهم نتائج البحث والتوصيات للجهات المختصة بالقيام بواجبها المنوط بها من حيث الإشراف المهني والشرعي على الأغذية المستوردة والتأكد من مطابقتها لنظم الغذاء العالمية ومعاييره. وضرورة التشديد في ذلك لما له من خطر وآثار قد تمتد لأجيال. وقد تميز منهج الكاتبة بالتنظيم والترتيب حيث قسمت الفصول إلى مباحث فمطالب فمسائل ثم أفرع، وهي تبدأ دوما بتبيان حقيقة المسألة بالرجوع إلى مظانها العلمية من كتب الأحياء أو الطب أو الزراعة أو ما شابهها بل وتوضح ماهية الطعام وكيفية تصنيعه تفصيلا حتى يسهل تصور المسألة تصورا دقيقا، ثم تبين حكمها الشرعي إما بالرجوع إلى الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة وما ورد من كلام السلف، سواء اتفقوا أو اختلفوا فيها - مع ذكر أدلة كل فريق ومناقشتها ثم الترجيح حال الخلاف - أو بالاجتهاد بالقياس والتخريج على ما يقابلها في العلة فيما استجد ولم يرد فيها عن السلف قول يمكن الرجوع إليه. وكذلك يظهر في الكتاب حسن تقسيم الموضوع الواحد بحيث يسهل جمع تفاصيله فالعناوين الفرعية مميزة ومرقمة والأمثلة معددة بتعداد نقطي يسهل القراءة والفهم. ويظهر الجهد الجهيد الذي بذلته المصنفة في الإتيان على المصطلحات العلمية الحادثة وربطها بما ورد في القرآن وكلام السلف من مصطلحات قد لا ينتبه لها الكثير مثل الأب والبقل والخضر وكذا التهجين والتوالد وغيرها كثير. وعلى صعيد التحقيق الحديثي فقد قامت بذكر درجة الأحاديث المستدل بها حال كونها خارج الصحيحين مع ذكر كلام المحققين من أهل العلم فيه مثل البخاري وابن حجر وغيرهم، وترجمت لما لم يشتهر من الأعلام، وبينت معاني الغريب وما استشكل.