العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية
ابن عابدين
العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية
نبذة عن الكتاب

يصنَّف هذا الكتاب ضمن مصنفات الفقه الحنفي. وهو في حقيقته اختصار لكتاب "مغني المستفتي عن سؤال المفتي" للإمام العلامة والحبر الفهامة حامد أفندي العمادي (ت١١٧١ه). والكتاب مبناه على السؤال والجواب. وتنبع أهمية المختصر من أهمية أصله الذي يقول عنه ابن عابدين في مقدمته: "كتاب جمع جل الحوادث التي تدعو إليها البواعث، مع التحري للقول الأقوى وما عليه العمل والفتوى، لم أر للمبتلى بالفتوى أنفع منه حيث جمع ما لا غنى عنه"، ثم يستطرد بذكر قيمة كتابه المختصر قائلا: "فدونك كتابا حاويا لدرر الفوائد خاويا عن مستنكرات الزوائد، هو العمدة في المذهب والحرِيُّ بأن يكتب بماء الذهب". أما ما دعا المصنف لكتابة مختصره فهو كما قال عن الأصل: "غير أن فيه نوع إطناب بتكرار بعض الأسئلة وتعداد النقول في الجواب". وقد عبر المختصِر عن هدفه بقوله: "فأردت صرف الهمة نحو اختصار أسئلته وأجوبته وحذف ما اشتهر منها ومكرراته وتلخيص أدلته". وقد اتبع في ذلك المنهج الوصفي حيث ذكر أسئلة الأصل وأجوبته باختصار وأعقبه بالفوائد التي أضافها. ويتحدث ابن عابدين عن أسلوبه في التلخيص الذي بلغ أقل من نصف الأصل فيقول: "وربما قدمت ما أُخِّر وأَخرت ما قُدِّم وجمعت ما تفرق على وضع محكم، وزدت ما لا بد منه من نحو استدراك أو تقييد أو ما فيه تقوية وتأييد... وحيث قلتُ (قال المؤلف) فمرادي به صاحب الأصل، وكل ما كان من زياداتي أصدره بلفظ (أقول)". وقد استعان ابن عابدين بكتبه السابقة كمراجع لمختصره فقال في ذلك: "ضاما إلى ذلك أيضا بعض تحريرات نقحتُها في حاشيتي على البحر المسماة "منحة الخالق على البحر الرائق"، وحاشيتي التي علقتُها على شرح التنوير المسماة "رد المحتار على الدر المختار"، وما حررته من الرسائل الفائقة في بعض المسائل المغلقة مع ما يفتح به الفتاح العليم في حال الكتابة من تحرير بعض المسائل المشكلة والوقائع المعضلة". وقد ضمن المصنف في محتوى كتابه أبواب الفقه المعروفة؛ فاشتمل الجزء الأول على كتب الطهارة والصلاة والصوم والحج والنكاح والطلاق والعتق والاستيلاد والتدبير والولاء والآبق والأيمان والنذور والشركة والمفقود واللقيط واللقطة والوقف والبيوع والكفالة والحوالة والقضاء والشهادة واختتم الجزء الأول بكتاب الوكالة. أما الجزء الثاني فقد احتوى على كتب الدعوى والإقرار والصلح والمضاربة والوديعة والعارية والهبة والإجارة والإكراه والحَجْر والمأذون والغصب والشفعة والقسمة والمزارعة والمساقاة والذبائح والشرب والمداينات والرهن والجنايات والوصايا والوصي وأخيرا كتاب الفرائض (المواريث). وقد يؤخذ على الأصل والمختصر اقتصاده في باب ذكر الأدلة من الكتاب والسنة والآثار، وقد يُردُّ على ذلك بأن هذه هي طبيعة كتب الفتاوى بعامة أنها سؤال وجواب فلا يسع فيها التطويل بذكر الدليل.