القواعد الأربع
محمد بن عبد الوهاب
القواعد الأربع
نبذة عن الكتاب

هذا المتن صغير الحجم عظيم الفائدة هو متن القواعد الأربع ضمن سلسلة رسائل قصيرة وضعها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الإمام المجدد الذي نشر دعوة التوحيد في الجزيرة العربية، وتتضمن هذه الرسائل كتاب التوحيد، ثلاثة الأصول، القواعد الأربع، أصول الإيمان، كشف الشبهات..وقد بدأ رحمه الله بالدعاء للقارئ بثلاث هي عنوان السعادة، ثم بين معنى الحنيفية ملة إبراهيم، أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين، وأن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، وأن ضدها الشرك، وأن أهم ما على المرء معرفة ذلك، وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه: القاعدة الأولى: أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ﷺ مقرون بأن الله تعالى هو الخالق المدبر، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام؛ والقاعدة الثانية: أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة؛ والقاعدة الثالثة: أن النبي ﷺ ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله ﷺ ولم يفرق بينهم؛ والقاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين، لأن الأولين يشركون في الرخاء، ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة.وهذه النبذة المختصرة - القواعد الأربع - من النبذ المهمة من مقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد اشتملت على تقرير ومعرفة قواعد التوحيد، وقواعد الشرك، ومسألة الحكم على أهل الشرك والشفاعة المنفية والشفاعة المثبتة. وتأتي أهمية هذا المتن من تبيانه لمضادات تلك القواعد الأربعة، وأن الإخلال بهذه القواعد الأربعة أو عدم ضبط تلك القواعد يقع معه لبس عظيم في معرفة حال المشركين وحال الموحدين. والابتلاء وقع بحال أهل التوحيد وبحال أهل الشرك، والله عز وجل بين في القرآن ما يجب من حقه في توحيده وبين الشرك به بيانا عظيما، وهذه القواعد الأربع مأخوذة من نصوص الكتاب والسنة، ومن معرفة حال العرب. فهي قواعد عظيمة تعصم من حفظها وعلم معناها من أن يكون عنده تردد في مسألة الحكم على أهل الإشراك، وعلى وجوب إخلاص الدين لله عز وجل وكيف يكون ذلك. فإذا عرف المرء هذه القواعد وفهمها سهل عليه بعد ذلك معرفة التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه، ومعرفة الشرك الذي حذر الله منه وبين خطره وضرره في الدنيا والآخرة.ويمتاز المتن بقوة العبارة ووضوحها، وإيراد الأدلة من القرآن والسنة الصحيحة، وبيان عقيدة أهل السنة بغير إفراط أو تفريط. وقد خلا المتن من تعقيدات متون الاعتقاد عند المتكلمين، وجفاف متون أخر عند أهل السنة، وقد طبعت هذه الرسالة عدة مرات، وهو عادة ما يوجد في رسالة واحدة مع: "الأصول الثلاثة"، و"شروط الصلاة". وله شروحات.ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عموما تمتاز بالاختصار وجريانها على نمط متون المتقدمين المحققة، وتقريرها عقيدة أهل السنة اتباعا لأئمة السنة مالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم، والأئمة المجددين من بعدهم ابن تيمية وابن القيم، والشيخ حنبلي المذهب إلا أنه لم يتقيد به إذا ترجح له الدليل، فضلا عن اتباعه أهل السنة في أصول الدين بلا تعصب لإمام.وقد أكد الشيخ في كتاباته ودعوته على ضرورة الرجوع إلى الكتاب والسنة، وعدم قبول أي أمر في العقيدة ما لم يستند إلى دليل مباشر، واعتماد منهج أهل السنة والجماعة في فهم الدليل والبناء عليه، ودعا إلى تنقية مفهوم التوحيد، مطالبا المسلمين بالرجوع به إلى ما كان عليه المسلمون في الصدر الأول للإسلام. فعملت دعوة الإمام المجدد رحمه الله على إيقاظ الأمة الإسلامية فكريا بعد أن عانت زمنا طويلا من التخلف والخمول، والتقليد الأعمى. كما اعتنى بتعليم العامة، وتفتيح أذهان المثقفين منهم، ولفت أنظارهم إلى البحث والدليل، ودعوتهم إلى التنقيب في بطون أمهات الكتب والمراجع قبل قول أية فكرة، فضلا عن تطبيقها. فكان رحمه الله فارس الميدان في تصحيح ما وقع من خلل في اعتقاد الناس في الأزمنة المتأخرة، بأقصر العبارات، وأوضح الاستدلالات، فأسلوب ابن عبدالوهاب في أغلب رسائله يعتمد على المباشرة في الخطاب، وقلة مباني الخطاب بشكل لا يخل بالمقصود، ومراعاة حال المخاطب، وكان أغلبهم عوام، وجهالا، أو متلبسين بشرك زينه لهم عباد جهال، أو علماء سوء وفتنة. ولهذا تميزت كتاباته بشدة تعلقها بقضايا الواقع والشبهات المثارة فيه، لأن غايته رحمه الله كانت تصحيح تلك الانحرافات وإحياء عقيدة أهل السنة في بلده، والدعوة إلى التوحيد بصفائه. وكتابات الشيخ، بالرغم من أن لغتها العربية متأثرة بلهجة أهل نجد، إلا أنها واضحة مستقيمة، وتمتاز عن كتابات أبنائه وأحفاده - المتنوعة والمتباينة أحيانا - بالضبط والجزالة، وتصطبغ بصبغة الشيخ التي تجمع بين الدعوة للحق والرحمة بالخلق.