القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية
ابن جزي
القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية
نبذة عن الكتاب

كتاب مختصر ألفه الإمام الجليل المجاهد ابن جزي والذي استشهد في موقعة "طريف" مع كوكبة من قادة وعلماء الأندلس بعد محنة وحصار دام أشهر. صنفه المؤلف بغية اختصار مسائل الدين على مذهب أهل الأندلس مذهب الإمام مالك، بأسلوب يجمع بين البيان والإجمال بغية تسهيل حفظه ودرسه، مع الإشارة المختصرة إلى المذاهب الثلاثة الأخرى من حيث مواطن الاتفاق والاختلاف، وأحيانا يشير إلى غيرهم من الأئمة المجتهدون كسفيان الثوري والحسن البصري وعبد الله بن المبارك وداود الظاهري والذي أكثر النقل عنه والليث بن سعد وغيرهم. ولقد كان للمصنف دور عظيم في ترتيب أبواب الفقه، حتى إن الكثير نسجوا على منواله في ترتيب الكتب الفقهية وقد عُرِف بعد بتقسيم ابن جزي. وقد أشار المصنف إلى ذلك في مقدمته بقوله "إنا لمّحناه بحسن التقسيم والترتيب وسهلناه بالتهذيب والتقريب؛ فكم فيه من تقسيم قسيم وتفصيل أصيل، يقرب البعيد ويلين الشريد". وهو يعتمد على تقسيم الموضوعات الفقهية إلى أبواب عشرة وأحيانا مضاعفاتها. وقد أشار المصنف في مقدمته أيضا إلي اصطلاحه في الكتاب وإشارته بالضمائر إلى علماء المذاهب الأربعة. وقد ابتدأ كتابه بالفقه الأكبر فعقد عشرة أبواب فيما يجب في الاعتقادات من أصول الديانات؛ خمسة في الإلهيات "التوحيد - الإيمان بالله" وخمسة في السمعيات "باقي أركان الإيمان وحقيقة الإيمان والإمامة والاعتصام". ثم شرع المصنف في ذكر موضوعات الفقه المعروفة فقسمها قسمين أحدهما في العبادات والآخر في المعاملات. وقد قال المصنف عن ذلك "وضمنت كل قسم عشرة كتب على مائة باب فانحصر الفقه في عشرين كتابا ومائتي باب. (القسم الأول) فيه من الكتب كتاب الطهارة كتاب الصلاة كتاب الجنائز كتاب الزكاة كتاب الصيام والإعتكاف كتاب الحج كتاب الجهاد كتاب الأيمان والنذور كتاب الأطعمة والأشربة والصيد والذبائح كتاب الضحايا والعقيقة والختان. (القسم الثاني) فيه من الكتب كتاب النكاح كتاب الطلاق وما يتصل به كتاب البيوع كتاب العقود المشاكلة للبيوع كتاب الأقضية والشهادات كتاب الأبواب المتعلقة بالأقضية كتاب الدماء والحدود كتاب الهبات وما يجانسها كتاب العتق وما يتعلق به كتاب الفرائض والوصايا". وختم كتابه بعشرين بابا جامعة تناولت موضوعات متنوعة كالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والآداب والواجبات. وقد قال المصنف "وإنما انحصرت الكتب والأبواب في هذا العدد لأنني ضممت كل شكل إلى شكله وألحقت كل فرع بأصله وربما جمعت في ترجمة واحدة ما يفرقه الناس في تراجم كثيرة رعيا للمقاربة والمشاكلة ورغبة في الاختصار". والكتاب يعد من أجمع المختصرات في مذهب المالكية، وهو يورد الأحكام بدون ذكر الدليل؛ بغرض إيراد المسائل بأحكامها موجزا الخلاف في المسألة. ورغم اهتمام كثير من طلاب العلم به إلا إنه لم يلق الحظ الأوفر من التحقيق والدراسة، ولعل هذه الطبعة المختارة المحققة من أضبط النسخ حيث بذل المحقق مجهودا في مقابلة النسخ وتصحيح ما وقع في طبعات الآخرين من تحريف وتصحيف يعكس المعنى تماما، ومن الطبعات المخدومة خدمة جيدة أيضا الطبعة التي حققها الدكتور محمد مولاي. وقد نظم هذا الكتاب الشيخ ابن منصور الشنقيطي في كتابه (التحفة المرضية بنظم القوانين الفقهية).