القراءات وأثرها فى التفسير والأحكام
محمد عمر بازمول
القراءات وأثرها فى التفسير والأحكام
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم في الأصل رسالة الدكتوراة للشيخ الدكتور محمد بن عمر بازمول والتي حصل عليها من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، بكلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة، تحت إشراف عدد من كبار المشايخ ومنهم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد العزيز محمد عثمان من الجامعة الإسلامية بالمدينة. وهذه الرسالة تهتم لأمرين وهما القراءات والتفسير، فيوضح المؤلف سبب اختلافات القراءات، والقراءة الصحيحة والقراءة الشاذة وما يعتمد منها في التفسير وما لا يعتمد، كما أنه يحقق صورة من صور تفسير القرآن بالقرآن التي قد يغفل عنها أحيانا، وصورة تفسير القرآن بالسنة، وصورة تفسير القرآن بقول الصحابي. واختار المؤلف هذا الموضوع أيضا لرغبته في خدمة القرآن العظيم، والعيش بين معانيه والتضلع من خلال ذلك فهما وعلما في كتاب الله عز وجل. كما أنه رأى أن هذا الموضوع لم يؤت حقه في التصنيف، حيث لم ير من أفرده بالتصنيف غير كلام مبثوث في كتب التفسير وكتب توجيه القراءات، فجعل جمع الموضوع في مكان واحد أسهل لطالبه، وأقرب في مأخذه. كما يبين في هذه الرسالة أيضا الحكم والفوائد الكبرى التي تتحقق من خلال تعدد القراءات والرد على الشبه التي يثيرها أعداء الإسلام. والرسالة تنقسم إلى قسمين، القسم الأول هو القراءات، ويشتمل على مدخل وثلاث أبواب والباب الأول هو القراءات تعريفا وأقساما وتحته ذلك الباب يندرج العديد من الفصول والمباحث التي تتناول تعريف القراءات ونشأتها والفرق بين القراءة والقرآن والوجه والطريق والرواية ثم أقسام القراءات وعددها وفوائدها، ثم يأتي الباب الثاني ويتناول فيه الكاتب موضوع تدوين القراءات وتطوره، ويحتوي على تمهيد وفصلين، والتمهيد يتناول عرضا تاريخيا حسب التسلسل الزمني لدراسات السابقين لتتضح الصورة الكلية، أما الفصل الأول فيتضمن الحديث عن الكتابات الأولى في القراءات وكيف بدأت وكيف سارت في مراحلها الأولى وغير ذلك، أما مباحثه فهي القراءات في كتب علوم القرآن والتفسير ثم القراءات في كتب الحديث ثم القراءات في كتب النحو، والفصل الثاني من ذلك الباب يتناول التدوين المفرد للقراءات، ويتحدث عن المصنفات التي أفردت للقراءات سواء كانت مفردة لقراءة إمام بعينه، أم كانت تجمع أكثر من قراءة، ويتضمن الفصل ثلاثة مباحث تتكلم عن الكتب المفردة لإمام بعينه في المبحث الأول ثم كتب القراءات الموسعة ثم كتب توجيه القراءات، أما الباب الثالث من هذا القسم فيتناول فيه المؤلف الرد على الشبهات التي تثار حول القراءات بالتفصيل من حيث الشبه في اختلاف القراءات، والشبه في رسم المصحف، والرد عليها. أما القسم الثاني من الرسالة فبعنوان أثر القراءات في التفسير والأحكام، ويشتمل على التمهيد وأربعة أبواب وخاتمة للرسالة، أما الباب الأول فيتحدث عن معنى العنوان وصلة القراءات بالتفسير، ثم الباب الثاني يتحدث عن القراءات التي بينت المعنى أو وسعته أو أزالت الإشكال، والباب الثالث عن القراءات المتعلقة بالعموم والإطلاق والإجمال، والباب الرابع والأخير يتناول القراءات المتعلقة بتنوع الأساليب، وأخيرا الخاتمة، وتتضمن أهم النتائج والمقترحات التي انتهى إليها البحث ثم الكشافات والمصادر والمراجع ودليل محتويات الرسالة. وأما فيما يخص منهجية البحث التي اتبعها في الرسالة، فقد تتبع ما ذكره العلماء قديما أو حديثا فيما يخص القسم الأول من الرسالة المتعلق بالقراءات من جهة التعريف والتدوين والشبهات. وكانت من المشاكل التي واجهته في ذلك شح المعلومات في جانب وكثرتها في جانب آخر، مما كان يستلزم البحث والتنقيب والتتبع والتقصي والتحرير والتدقيق، كما شكلت كتب علوم القرآن ومقدمات كتب القراءات والتفسير والكتب المصنفة حول القراءات عموما المصادر الرئيسة لهذا القسم. أما بالنسبة للقسم الثاني من الرسالة، فقد استقرأ المؤلف وتقصى القراءات السبع والثلاث الأخرى إلى جانب القراءات الشاذة التي أوردها ابن جني رحمه الله في كتابه المحتسب وكذا القراءات التي أوردها السيوطي في كتابه الدر المنثور، كما راجع تلك المواضع في كتب التفسير وخاصة كتاب أبي جعفر محمد بن جرير الطبري جامع البيان وكتاب ابن الجوزي زاد المسير وكتاب القرطبي وغيرها. كما التزم في رسالته عند إيراد الآيات القرآنية برواية حفص عن عاصم، وإذا أورد الآية بغير هذه الرواية فإنه ينبه على ذلك. كما اهتم بعزو الآيات إلى مواضعها في المصحف الشريف، وحرص على الموضوعية في البحث من التزام المقصود الأصلي في كل موضع وتحرير المراد وتحقيق القضايا وعدم الاستطراد أو التعميم في الأحكام في غير مواضعها. كما التزم بالتوثيق العلمي لما أورده في جميع الرسالة بذكر المراجع والمصادر. إضافة إلى ترجمة الأعلام الواردين في صلب الرسالة إلا قليل، وعرف بالأماكن والبقاع الواردة أيضا، وأخيرا زود الرسالة بكشافات تساعد القارئ على الوصول إلى ما يريده من موضوعات.