الكتاب الثاني من سلسلة الأصول الثلاثة (الله، الرسول، الإسلام) استهدف فيه العلامة السوري بيان أصول العقيدة اللازمة لكل مسلم. وقد حاول أن يعرض أدلة رسالة رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهو موضوع قد كتبت فيه مئات الألوف من الصفحات قديماً وحديثاً، ومع ذلك فقد بقيت المكتبة الإسلامية المعاصرة فارغة من كتاب جامع يتحدث عن مجموع القضايا الكبرى التي تعتبر أعلاماً على رسالته عليه الصلاة والسلام، وإذا وجد شيء من ذلك في القديم فقد فاته ما قدمته معطيات عصرنا، وإذا وجد شيء من ذلك حديثاً فقد كان في جانب دون أن يستوعب. وقد جعل الكتاب في مدخل وخمسة أبواب: ذكر في المدخل حاجة الناس إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، والمعالم التي جعلها الله علامة يُعرفون بها، وأن هذه العلامات لا تظهر في رسول كما تظهر في محمد صلى الله عليه وسلم. والباب الأول في صفاته وكمالاته، والباب الثاني في معجزاته؛ المعجزة القرآنية والمعجزات الأخرى. والباب الثالث في نبوءاته التي كان في تحققها علامة صدق على أنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. والباب الرابع في ثمراته التي تشهد أنها ثمرات نبوة ورسالة. والباب الخامس في بشارات الرسل السابقين عليه، وانطباق هذه البشارات عليه. فجاء الكتاب جامعاً مختصراً شاملاً يعمق بإذن الله في قلب المؤمن - هو والكتاب الذي قبله - معاني الشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" وهي كلمتا الإسلام ومفتاح الدخول إلى الجنة. والكتاب يتسم بالأسلوب العلمي الرصين واللغة الأدبية راقية، ويتسم بقوة المنطق والحجة وحرارة العاطفة الدينية، ويزود قارئه بالأدلة والبراهين من قائمة كبيرة من المراجع المتنوعة.