السيرة النبوية أهميتها أقسامها مقاصد دراستها
محمد صامل السلمي
السيرة النبوية أهميتها أقسامها مقاصد دراستها
نبذة عن الكتاب

مدخل جيد للسيرة للدكتور السلمي الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى، تحدث فيه عن أهمية السيرة النبوية لحياة المسلمين، وحاجتهم بل وضرورتهم إلى معرفتها والاهتداء بهدي صاحبها صلى الله عليه وسلم، من أجل رسم طريق المسلمين لبناء الجيل الذي يؤمل إجادة صناعة الحياة الصحيحة، والعودة بالأمة إلى سابق عهدها وسلفها الصالح، والخروج من المأزق الذي تعيشه؛ فما أحوج أمة الإسلام اليوم إلى بناء النخبة وثلة النصر التي تفهم الرسالة، وتدافع أقدار الله بأقدار الله، وتؤسس للنهضة الحضارية بمفهومها الصحيح كما صنع أسلافها من أصحاب نبينا.وقد أوضح المؤلف أن البناء العقدي الإيماني المؤسس على الحقائق والبراهين هو القاعدة التي عمل النبي على ترسيخها طوال مدة الرسالة، وكان الوحي يتنزل عليه مرة تلو الأخرى مؤكدًا على هذه الحقيقة؛ لأن العقيدة هي نبع التربية وميزان السلوك وحجر الزاوية في الفكر والتوجه، ومع البناء العقدي كان البناء السلوكي الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي بل والسياسي يسير جنبًا إلى جنب متكاملة ومتوازية في نسق واحد؛ جمعًا لشتات النفس وتوجيه الهم ليكون هما واحدا، وبذلك نمت الأمة وتكاملت شخصيتها واشتد عودها، وأثمرت علمًا وأدبًا وحضارةً باسقة البناء وارفة الظلال، بسطت أشعتها ونورها على البشرية فأخرجتها من ظلمات الجهل والظلم والاستكبار إلى نور الحق والعدل والرحمة والمساواة والإنسانية في أصدق معانيها وأجلى صورها. وإن دراسة السيرة بهذه المعاني العميقة والمفاهيم الواضحة تضفي على دارسها الأمن والطمأنينة وسعادة الحياة والرغبة المستمرة في الدراسة والتأمل في دلائلها وفوائدها. وقد ذكر المؤلف جملةً من فوائد دراسة السيرة النبوية وأهداف دراستها ذات الارتباط بمقاصد الشريعة وأحوال المتعبدين؛ كي تكون مساعدة في البناء التربوي للأمة وإخراج الجيل الحاضر من مشكلاته وتوجهاته المتشعبة والمختلفة الموارد والمصادر، والعودة إلى المصدر الحق والمنبع الصافي الذي سيكون فيه الهدى والشفاء لكل العلل والأمراض التي أصابته إذا أخلص النية ووحد المقصد، وارتفع عن الشهوات الهابطة، وتحرر من الأفكار الوافدة، واهتم بمعالي الأمور. كما حرص على الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة؛ لأن البناء العلمي والتربوي لابد أن يكون مؤسسًا على نصوص ومصادر موثوقة؛ حتى يصح التأسي والاقتداء. وقد بدأ المؤلف بمقدمة لكتابه، ثم تناول تعريف السيرة النبوية، أهمية دراسة السيرة النبوية، النطاق الزماني للسيرة النبوية، النطاق المكاني للسيرة النبوية، موضوعات السيرة النبوية وتشمل الشمائل والأخلاق النبوية، دلائل النبوة، السير والمغازي، ثم تناول مقاصد دراسة السيرة النبوية وثمراتها وتشمل اثني عشر مقصدا: تحقيق شطر الشهادة، زيادة المحبة للرسول، طلب التأَسي والاقتداء به، استخراج الدروس والعبر من وقائع السيرة وحوادثها، التعرف على منهج النبي في الدعوة، التعرف على منهج النبي في العبادة والسلوك، تنمية الولاء للنبي والبراءة من أعدائه في الماضي والحاضر، التعرف على آثار الجهاد في تحرير الأمم والشعوب، بيان موقف الرسول من المنافقين ومكائدهم، الاطلاع على مواقف اليهود من الرسالة والرسول، عدم اليأس والثقة بنصر الله لدينه ولأوليائه الصالحين، التمَسك بالدين والصبر على ما يلاقي المرء في طريق الدعوة، الخاتمة.وقد أكثر المؤلف من النقل عن الندوي وحسنة وفاروق حمادة. والكتاب جيد في الجملة لكنه غاب عنه بعض جوانب السيرة كجانب الحركة وإقامة الدولة وإحياء الأمة ونحو ذلك.