البحث الأول المحقق في صحيح السيرة النبوية، حقق فيه العلامة العراقي أكرم العمري مرويات السيرة من خلال جهد 20 سنة في تدريس السيرة وبحثها والإشراف على رسائل علمية (6000 صفحة في مجموعها من 1976-1988). وقدم له بمقدمات هامة بعد مقدمته هو التي بين فيها غرضه ومنهجه، حيث بين منهج كتابة تاريخ صدر الإسلام، ملامح التصور الإسلامي للتفسير التاريخي، المرونة في تطبيق قواعد المحدثين في نطاق التاريخ الإسلامي العام، مصادر السيرة النبوية. و يميز الكتاب مباحث في نقد بعض المواضع لا تجدها في غيره، ثم إنه اعتني عناية خاصة برد شبهات المستشرقين حول السيرة بأسلوب مباشر أو غير مباشر، وذيل كتابه بمباحث هامة جدا في هذا السياق، كما رصَّع مقدمته كعادته بتوجيهات علمية هامة في نقد التاريخ وتفسيره.والكتاب يتميز بأسلو السرد القصصي المختصر، لأنه لا يعنى بالسرد المفصل للمرويات بنصوصها، وإنما يذكر فحواها ويعنى بذكر منزلتها في الصحة والثبوت وفقا لقواعد المحدثين، وقد يستغرق ذلك الصفحات كما في تحقيقه صحة الوثيقة مع اليهود في بداية العهد المدني.وبالرغم من المقصد الواضح من الكتاب وهو تحقيق السيرة إلا أن الهوية الإسلامية السنية الصافية ظاهرة في جميع مباحثه سواء في العناوين أو المتن. كما أن المراجع التي عزا إليها متنوعة وتدل على صبغة شمولية، حيث نرى المراجع السلفية والغربية والفكرية التي استفاد منها في مناقشة الأحداث والتعليق عليها.