السيرة النبوية - ابن هشام
ابن هشام
السيرة النبوية - ابن هشام
نبذة عن الكتاب

السيرة المعروفة المستمدة من ابن إسحاق، وهي من المصادر الأصلية في دراسة السيرة. وتعتمد على الرواية لكن منزلتها في الصحة دون كتب المحدثين. والناس بعد ذلك عيال على هذه السيرة. وقد صنف ابن إسحاق الذي هو من أعلام القرن الثاني، وكان له علمه الواسع، واطلاعه الغزير في أخبار الماضين، صنف السيرة بتكليف من الخليفة المنصور أن يصنف لابنه المهدي كتابا منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى يومه هذا، ثم اختصره بأمر منه. والبعض يرى أنه إنما ألفه في المدينة قبل إقامته لدى العباسيين. وتبين من سيرة ابن هشام، وما اقتطفه الطبري وغيره من سيرة ابن إسحاق أنها كانت أصلا مقسمة إلى ثلاثة أجزاء: المبتدأ، والمبعث، والمغازي. أما المبتدأ فيتناول التاريخ الجاهلي، وينقسم إلى أربعة فصول: يتناول أولها تاريخ الرسالات السابقة على الإسلام، وثانيها تاريخ اليمن في الجاهلية، وثالثها تاريخ القبائل العربية وعباداتها، والرابع تاريخ مكة وأجداد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يعنى ابن إسحاق في هذا الجزء بأسانيد أخباره إلا نادرا، ويستقى من الأساطير والإسرائيليات. أما المبعث، فيشمل حياة النبي عليه الصلاة والسلام في مكة والهجرة. ونرى المؤلف فيه يصدر الأخبار الفردية بموجز حاولها، ويدون مجموعات كاملة من القوائم فقائمة لمن أسلم من الصحابة بدعوة أبى بكر، وأخرى بالمهاجرين إلى أرض الحبشة، وثالثة لمن عاد من أرض الحبشة لما بلغهم إسلام أهل مكة، وغيرها. ويعنى بالترتيب الزمنى للحوادث، كما تزداد عنايته بأسانيد الأخبار. وأما المغازي، فتتناول حياة النبي في المدينة، وجرى فيها على أن يبدأ الخبر بموجز لمحتوياته ثم يتبعه بخبر من جميع الأقوال التي أخذها من رواته ثم يكمله بما جمعه هو نفسه من المصادر المختلفة. وتكثر القوائم أيضا، من الغزوات المختلفة. ويلتزم إيراد الأسانيد، والترتيب الزمنى. ثم قيض الله لهذا المجهود -مجهود ابن إسحاق- رجلا له شأنه، هو ابن هشام المعافري، فجمع هذه السيرة ودونها، وكان له فيها قلم لم ينقطع عن تعقب ابن إسحاق الكثير مما أورد بالتحرير، والاختصار، والنقد، أو بذكر رواية أخرى فات ابن إسحاق ذكرها، هذا إلى تكملة أضافها، وأخبار أتى بها. يقول: "وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولده، وأولادهم لأصلابهم، الأول فالأول، من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يعرض من حديثهم، وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل، على هذه الجهة للاختصار، إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتارك بعض ما يذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سببا لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيرا له، ولا شاهدا عليه، لما ذكرت من الاختصار، وأشعارا ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته، ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له، والعلم به". فنرى أنه استبعد من عمل ابن إسحاق تاريخ الأنبياء من آدم إلى إبراهيم، وغير هذا من ولد إسماعيل، ممن ليسوا في العمود النبوي، كما حذف من الأخبار ما يسوء ومن الشعر ما لم يثبت لديه، ثم استقصى وزاد بما يملك من علم، ويسترشد من فكرة، فجاءت السيرة على ما ترى معروفة به، منسوبة إليه، حتى ليكاد الناس ينسون معه مؤلفها الأول: ابن إسحاق.