هذا الكتاب السلفي هو من كتب المعتقد على منهج أهل السنة، وهو يتناول موضوع السنة كمصطلح أشمل من معناه المذكور في كتب مصطلح الحديث؛ وإنما يقصد بها في عنوان كتابه الطريق المسلوك من حيث التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال. وقد صنفه مؤلفه لتأصيل منهج السلف وبيان قواعده في الرد على الفرق المنحرفة والضافة. وقد طبع كتاب "السنة" للمرة الأولى بعنوان "ظلال الجنة في تخريج السنة"، قام فيه الألباني رحمه الله بتخريج ثلاثة أرباع أحاديثه، مما جعل الاستفادة لا تقع على الوجه الأتم الأكمل، فجاء هذا التحقيق الكامل والتدقيق والتوثيق مع ترقيم الآيات وعزوها والفهارس ليخرج الكتاب في حلة جديدة. لقد بدأ المصنف رحمه الله تعالى بذكر الأهواء المذمومة، وبيَّن أن المسلم ينبغي أن يعصم نفسه من اتباع الهوى، وأن الأمم التي هلكت إنما هلكت باتباع الأهواء والشهوات، وفيه الأمر باجتناب منكرات الأخلاق والأهواء، وأن المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يتبع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح، والتحذير من محدثات الأمور والابتداع، وأن المبتدع لا توبة له. ثم انتقل إلى ذكر افتراق الأمم السابقة وعددها، وأن الأمة المسلمة ستفترق كما افترقت الأمم السابقة بل تزيد عليها، وفيه الأمر بلزوم الجماعة، والتحذير من الافتراق والغلو والترغيب في الاقتصاد. ثم انتقل المؤلف إلى الرد على الفرق التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بالقدرية، وذكر أن أول شيء خلقه الله هو القلم، فكتب مقادير كل شيء إلى قيام الساعة، ثم ذكر وجوب الرضا بالقضاء والقدر، فذكر أكثر من ثلاثمائة حديث في الرد على القدرية والتحذير منهم. ثم عقد بابا في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، فذكر أكثر من سبعين حديثا لإثبات الرؤية لله تعالى. ثم عقد بابا في أن الله تعالى في السماء، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة وليلة النصف من شعبان ليغفر للمستغفر. ثم شرع في بيان صفات الله تعالى ليرد بذلك على الجهمية والمعتزلة نفاة الصفات؛ فعقد بابا في إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى وأنه بصوت، ثم بابا آخر في إثبات الوجه له سبحانه، وآخر في إثبات القدم، ثم في إثبات المنكب والحجز والأصبع واليمين له تعالى، ثم إثبات الميزان يوم القيامة. ثم ذكر بابا في إثبات صفة الضحك والتعجب والجلوس على العرش لله تعالى. ثم رجع إلى الصفات فذكر بابا في إثبات صفة الكلام لله واليد والسمع، ثم ذكر بابا في وسوسة الشيطان للإنسان، ثم تتالت الأبواب في نسبة الرب، وإثبات الحوض والميزان والشفاعة وإثبات عذاب القبر. ثم انتقل إلى أصل من أصول السلف وهو إثم من فارق الجماعة ووجوب التزام جماعة المسلمين وعدم الخروج عليهم. فكان هذا الباب مقدمة للأبواب التالية، حيث ذكر الخوارج وصفاتهم وأجر من قاتلهم، ثم ذكر المرجئة والرد عليهم وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والأدلة على ذلك. ثم ذكر الروافض وصفاتهم وإثمهم والتحذير من سب الصحابة. ثم انتقل إلى إكرام السلطان وتوقيره ووجوب السمع والطاعة للأمراء ما لم يأمروا بمعصية، ثم ذكر أبوابا فيما يجب على الرعية من النصح لولاة الأمور، وكيفية النصيحة لهم، والصبر عليهم إذا جاروا، وعقوبة الخارج على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم جمع، وقد ختم هذه الأبواب بباب الخلافة وأنها يجب أن تكون في قريش. ثم عقد أبوابا في فضائل الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة. ثم ختم الكتاب بفضائل قريش ووجوب معرفة حقها وفي فضل بني هاشم على سائر قريش، والوصية بآل البيت.