التفسير اللغوي للقرآن الكريم
مساعد الطيار
التفسير اللغوي للقرآن الكريم
نبذة عن الكتاب

أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه للباحث بقسم القرآن وعلومه بكلية المعلمين بالرياض. ولقد كانت فكرته الأولى أن تُطرح مسائله من خلال كتاب من كتب اللغة كمقدمة للبحث في تفسير لغوي من اللغويين كابن الأنباري (ت٣٢٨هـ)، ولكن المؤلف بسط البحث فيه عملا برأي رئيس قسمه ليجعله في هذا المؤلَّف المستقل. ويجيب المصنف في هذا الكتاب عن أسئلة تعد الباعث من تصنيفه هذا الباب: كيف كان التفسير باللغة عند السلف واللغويين؟ وما مصادر من أراد تفسير القرآن باللغة؟ وما ضوابط التفسير بها عند الاحتمال؟ ويبين الكاتب أهمية التفسير اللغوي بأنه من أهم مصادر التفسير بعد القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم وهي أوسع المصادر بالنسبة للمصادر السابقة؛ فمعرفة اللغة العربية شرط في فهم القرآن، إلا أن الاكتفاء باللغة في التفسير دون سواها أحد أسباب مخالفة تفسير السلف، يقول المصنف: "وإذا تأملتَ تفسير القرآن في الآثار المنقولة عن الصحابة أو التابعين أو أتباعهم، وفرزتَ كل نوع من هذه الآثار المنقولة، فإنك ستجد ما كان مرجعه اللغة له الحظ الأوفر والنصيب الأكثر؛ بل ستجد أن تعدد مدلولات لفظ من القرآن في لغة العرب كان سببا في اختلاف المفسرين، فمنهم من اجتهد رأيه واعتمد معنى، ومنهم من اجتهد رأيه واعتمد معنى آخر، وكلاهما كان معتمده الأول ورود هذا المعنى في لغة العرب، ثم صحة حمل هذا اللفظ على الآية. وشرح هذا وغيره مكانه هذه الرسالة التي بين يديك". ولقد انتقى الباحث لهذا الموضوع الطويل أطرافا رأى أنها جديرة بالبحث والتحرير، وكان منهجه فيها بعد الاستشهاد والتخريج والعزو استقراءَ مصادر التفسير باللغة في بداية فترة التدوين اللغوي؛ لكون أغلب من جاء بعدها ناقل منها، مع تركيزه على ما له أثر في التفسير وبسطه الأمثلة لتوضيح الفكرة. وتتكون الرسالة بعد المقدمة من ثلاثة أبواب، الباب الأول عن نعريف التفسير اللغوي ومكانته ونشأته، والباب الثاني عن مصادر التفسير اللغوي وهي كتب التفسير وكتب معاني القرآن وكتب غريب القرآن وكتب معاجم اللغة. أما الباب الثالث فهو عن آثار التفسير اللغوي سواء في اختلاف المفسرين أم في انحرافهم، وكذا كان الحديث عن أهم القواعد في التفسير اللغوي كالحكم بعربية كل تفسير لغوي ثابت عن السلف، وجواز تفسير الآية بأكثر من معنى لغوي إذا كانت الآية تحتمله، وبطلان الاكتفاء باللغة في التفسير، وعدم وجود تعارض بين التفسير اللغوي والتفسير على المعنى. وقد صرح المصنف في صدر رسالته بطول موضوع التفسير اللغوي لتعدد جوانبه وكثرة تشعباته ووفرة معلوماته ومصادره، مما جعله يقر بعدم استقصاء جوانبه كلها، وهذا ما دعاه إلى اختيار بعض أطراف الموضوع مما لم يحرر من قبل للبحث فيه والتنقيب والتحرير، فجاء البحث وكأنه معالجة لبعض المسائل التي لم يُستوفَ البحث فيها، وهذا على نفعه لا يغني عن مطالعة ما يتعلق بهذا الباب من مصنفات.