هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة الإمام الفقيه القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن حسين، شيخ المالكية في عصره. وهذا الكتاب القيم هو من الكتب التي يدور عليها مذهب الإمام مالك وهو من أهم كتب المذهب وأحد مراجعها المعتمدة وأكثرها فائدة للمعلم والمتعلم. والكتاب يتكون من مجلد واحد يضم أبواب الفقه ومسائله، مرتبا في فصوله على الشائع في مثله من كتب الفقه وبالأخص في المذهب الإمام مالك، فقد بدأ المؤلف بكتاب الطهارة؛ ثم الصلاة؛ ثم الجنائز؛ ثم الصيام؛ ثم كتاب في أحكام الحج والعمرة؛ ثم كتاب الجهاد؛ ثم كتاب الأيمان والنذور؛ ثم كتاب الضحايا والعقيقة؛ ثم كتاب النكاح؛ ثم الطلاق؛ ثم كتاب البيوع؛ ثم كتاب الإجارة ثم كتاب الحجر والتفليس؛ ثم كتاب في أحكام الحدود؛ ثم القضاء والشهادات؛ وغيرها من أهم فصول الفقه التي تندرج تحتها الفروع والمسائل، وتنتهي بكتاب الوصايا والمواريث. وقد امتاز الكتاب بسهولة عبارته وجمعه لجميع فروع المذهب أو معظمها على أقل تقدير، وعلى صغر حجمه فقد عُد من خيار الكتب وأكثرها فائدة في المذهب. وقد قام الشيخ الدكتور محمد ثالث سعيد الناغي بتحقيق وافٍ لهذا الكتاب في رسالة الدكتوراه، وقد اهتم في هذا التحقيق بنسخ المخطوطات، وأصلح ما بها من أخطاء إملائية، كما قام بتوضيح المشكل من المصطلحات وشرحها شرحا وافيا مع ذكر المراجع اللغوية التي اعتمد عليها. بالإضافة إلى ذكر الأدلة الشرعية للأحكام الواردة في المتن وخرج ما أدرجه منها من أحاديث فذكر راويه ودرجته من الصحة. كما قام بالترجمة للأئمة الأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب، إضافة إلى إدراج المراجع والفهارس في نهاية الكتاب المحقق. ومن أهم شروح الكتاب شرح المؤلف نفسه إلا أنه لم يتم هذا الشرح؛ وشرح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس القرافي، صاحب كتاب الذخيرة الذي يعتبر موسوعة من موسوعات الفقه المالكي، وقد أشار فيه إلى المذاهب المعروفة، وقد سلك شهاب الدين القرافي في شرحه مسلك الإسهاب والإطناب والمقارنة بين المذاهب الفقهية كما هي عادته؛ وشرحه أبو محمد عبد الله المازري، وهو من أجود شروح التلقين بل من أجود الكتب في المذهب المالكي، لأن المازري ممن تلقى عن القاضي مباشرة، ويرى بعض من أئمة المذهب أنه لم يؤلف في المذهب مثله، ويقع الشرح في أربعة مجلدات كبار يحتوي كل مجلد منها على حوالي ثلاثمائة ورقة.