التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية
عبد العزيز بن ناصر بن رشيد
التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد رئيس هيئة محكمة التمييز بالمنطقتين الشرقية والوسطى بالمملكة العربية السعودية. ويعد كتابه من أهم شروح رسالة "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ويتضمن الكتاب شروحا وتوضيحات للمفاهيم العقائدية المهمة التي وردت في كتاب الإمام ابن تيمية، مع الاستشهاد بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وآراء العلماء السلفيين والمتأخرين. كما يعتبر الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد من أشهر العلماء المعاصرين في العالم الإسلامي، وقد كان من بين أهم أهدافه توضيح العقيدة الإسلامية الصحيحة ونشرها بين الناس، خاصة في ظل تفشي الأفكار المتطرفة والتشددية في بعض البلدان الإسلامية. وقد شعر الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد بضرورة إعادة إحياء كتاب العقيدة الواسطية للإمام ابن تيمية، وذلك لأنه يعتبر من أهم الكتب التي تناولت المسائل العقائدية الأساسية في الإسلام. ويتضمن الكتاب شرحا وافيا لموضوعات المتن. والمتن هو رسالة ألفها الإمام ابن تيمية استجابة لطلب وإلحاح من أحد قضاة بلدة واسط في العراق وهو رضي الدين الواسطي؛ أن يؤلف له عقيدة تكون عمدة له ولأهل بيته، بعد أن شكى له ما عم من جهل ودروس للعلم، وأسماها ابن تيمية "العقيدة الواسطية: اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة"، حيث ضمنها اعتقاد السلف الصالح جميعهم، وبعد سبع سنين من كتابتها وانتشارها في الآفاق، تحدى خصومه - الذين وشوا به إلى السلطان في مصر وزعموا أنه يدعوا الناس إلى غير عقيدة السلف - وأمهلهم ثلاث سنين أن يأتوا بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة الفاضلة يخالف ما في هذه العقيدة المباركة. ولما لهذه العقيدة من أهمية بالغة فقد تناولها جمع من العلماء المعاصرين بالشرح والتعليق بين موسع ومختصر، ومن بينها هذا الشرح الذي بين أيدينا. وقد ابتدأها ابن تيمية بالحديث عن أركان الإيمان الستة، مبتدئا بالحديث عن صفات الله وما ينبغي على المؤمن أن يعتقده تجاهها، وسرد جما غفيرا من الأدلة المتتالية من القرآن والسنة ربت على المائة. ثم أوضح مذهب أهل السنة في تناولهم لهذا الموضوع خلافا للفرق الضالة المبتدعة. ثم تناول كون القرآن هو كلام الله غير مخلوق وأنه من الإيمان بالله وكتبه، ثم الإيمان برؤية الله يوم القيامة. وبعد ذلك تناول الإيمان باليوم الآخر وأورد من الأدلة ما يكون بعد الموت حتى أهوال القيامة ودخول الجنة والنار وما يكون من شفاعة النبي ﷺ يومئذ. وأعقب ذلك بالركن السادس وهو الإيمان بالقدر، وذكر درجتيه ("العلم والكتابة" و"المشيئة والقدرة"). ثم انتقل للحديث عن أهم أصول أهل السنة والجماعة، والتي تميزهم عن فرق الضلالة، مثل حقيقة الإيمان وقولهم في مرتكبي الكبائر، وكذا اعتقادهم في الصحب الكرام وأهل بدر والعشرة المبشرين بالجنة والخلفاء وآل البيت، ثم عقب ذلك بالحديث عن كرامات الأولياء. وختم هذه العقيدة المباركة بذكر جملة من صفات أهل السنة والجماعة ومنهجهم، وذكر أن طريقتهم هي دين الإسلام وأن أهلها هم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة. ويتميز منهج ابن تيمية في هذه الرسالة - كما هو شأنه دائما – بكثرة الاستدلال من الكتاب والسنة، وتحري الدقة البالغة في اختيار الألفاظ بما يتوافق معهما، إضافة إلى أسلوبه المحكم المختصر الذي يسهل على الكل فهمه وحفظه، فموضوعات العقيدة لازمة لكل مسلم، مع التنبيه المختصر على المخالفين لأهل السنة، ليجلي أهمية ما ذكره من اعتقاد في مسألة معينة، وليتبين المسلم ما امتاز به أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق.ويتبع الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد في تأليفه لكتاب التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية منهجية علمية متميزة، تهدف إلى توضيح المفاهيم العقائدية والتأكيد على المبادئ الإسلامية الأساسية بشكل واضح ومنطقي. وفي بداية الكتاب، يقوم الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد بتوضيح مفهوم العقيدة وأهميتها، ويشرح بشكل موجز ما هي العقيدة الواسطية التي يعتمدها، ثم يقوم بعد ذلك بشرح بعض المفاهيم الأساسية التي يحتوي عليها المتن مفهوم التوحيد والشرك والسنة والبدعة وغيرها. كما يستخدم الشيخ منهجية الإثبات والرد، حيث يستند إلى الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين وأهل العلم في تأييد ما يقوله، ويقوم برد الشبهات والأفكار الخاطئة التي قد تثار حول بعض المسائل العقائدية.