التاريخ الإسلامي - الدولة العباسية ج1-2
محمود شاكر
التاريخ الإسلامي - الدولة العباسية ج1-2
نبذة عن الكتاب

في الجزأين الخامس والسادس من سفره العظيم قام العلامة المؤرخ محمود شاكر - وهو الشامي - بعرض تاريخ الخلفاء العباسيين، حيث قدم في الجزء الخامس بمقدمة عن الدولة العباسية أبرز فيها ما تعرضت له من تشويه صفحتها على يد الشيعة، الذين التصق بهم كل طامح للسلطة جعل حب آل البيت (وأبناء أبي طالب خاصة) مطية له، وانبثقت منها فرق القرامطة والنصيرية والإسماعيلية والحمدانيون والفاطميون والدروز، إلى جانب الفرقة الإمامية (الاثنا عشرية). وقد اختلط الأمر على المؤرخين المحدثين وظنوا أن هذه الأفكار قد نشأت منذ صدر الإسلام وحملوها عظماء ذلك العهد. ولهذا فإن تاريخ الدولة العباسية قد اتخذ طابعه في التدوين، والحركات التي نشأت، والدول التي قامت، والضعف الذي حدث، بسبب أربعة عوامل رئيسة هي: الشيعة والحركات الباطنية، سيطرة الجند على مقدرات الدولة، العصبية التي استفحل أمرها، المظاهر الحضارية المادية. وقد فصل المؤلف كل واحد من هذه العوامل في مقدمته عن تاريخ الدولة العباسية.ثم عقد مؤرخنا بابا عن الدعوة العباسية، متتبعا فيه خط سيرها منذ نشأة الفكرة على يد علي بن عبد الله بن عباس، حتى نجاحها وقيام أول خليفة عباسي وهو عبد الله السفاح بدعم كبير من أبي مسلم الخراساني.ثم تتبع المؤلف سير الخلفاء العباسيين، مفردا بابا عن كل خليفة من الخلفاء السبعة والثلاثين، مستعرضا فيه نبذة عن الخليفة، وخلافته، والولايات في عهده، والفتوحات، والحركات، والخوارج، وغيرها.وهو يقسم الدولة العباسية إلى طورين - كما هو معهود من المؤرخين - وهما عهد القوة وعهد الضعف؛ حيث يتناول في الجزء الخامس خلفاء الدولة العباسة الأولى من السفاح إلى المتوكل. في الفترة الممتدة من 132-246 هـ.ويتناول المؤلف في الجزء السادس خلفاء الطور الثاني من المنتصر وحتى المستعصم، وهي الفترة الممتدة من 247-656 هـ. ويقدم لهذا الجزء بمقدمة تبين أهم ما تميز به عهد الضعف من مظاهر وهي: السيطرة العسكرية على مركز الخلافة، نشوء الدويلات، نتائج الحضارة الإسلامية، الحركات الباطنية، الغزو الصليبي، الغزو المغولي. إضافة إلى اختلاف العباسيين بعضهم مع بعض، وولاية العهد لأكثر من واحد، وتولية الصغار. وقد قسمت هذه الحقبة إلى ثلاثة عصور: عصر سيطرة العسكريين الترك، عصر سيطرة العسكرية البويهية، عصر سيطرة السلاجقة، أرخ لكل خليفة تحت العصر الذي كان فيه.والمؤلف يسلك نهج السرد الأدبي الرصين المتماسك، يمزج فيه بين العرض التاريخي والتحليل العميق للأحداث والوقائع، ليبرز معالم المنهج الإسلامي الأصيل في إقامة هذا الدين، وليرسم صورة حية للأمة المسلمة بمظاهر قوتها وضعفها، ويزيف أباطيل أعداء الإسلام وخرافاتهم التي نسجوها حول دولة الخلافة؛ بعيدا عن الاستغراق في تفاصيل الأحداث والوقائع. ويميز الكتاب ربط التاريخ بالواقع المعاصر وتقرير مفاهيم هامة في السياسة الشرعية مثل الحكم والإمارة وتدخل العسكر والعصبية ونحوها من الأمور التي يتحاشاها الكتاب عادة. كما أنه يفرد بعض الخطوط الرئيسة أو العوامل المؤثرة في تاريخ الدولة العباسية بالحديث، مثل الباطنية والتتار والصليبيين. ويعوز الكتاب كما ألمحنا في غير موضع التحقيق العلمي والعزو.