الجزء السابع من الموسوعة التاريخية الفريدة، لعلامة التاريخ محمود شاكر، يتناول العهد المملوكي من القيام للسقوط. في خمسة أبواب. ورغم أن دولة المماليك لم تشمل الكثير من بقاع العالم الإسلامي، حيث اقتصرت على حكم مصر والحجاز والشام، إلا أنه يطلق على تلك الفترة بالعهد المملوكي لتميز دولة المماليك وأهميتها في ذلك الوقت. واللافت للنظر أن المؤلف لم يقتصر على سرد تاريخ الدولة المملوكية، بل ألقى نظرة أشمل على تاريخ الأمة الإسلامية في ذلك الوقت، فقسمها إلى مناطق، درس كل واحدة منها في باب خاص، بخلاف ما عهدناه من التقسيم حسب التسلسل الزمني في مؤلفات أخرى له. وقد بدأ بدولة المماليك في الباب الأول، فأخذ يفسر أسباب جهل الكثيرين لدولة المماليك، وأسباب بعد المماليك عن تعاليم الإسلام الأساسية والتطبيق السليم له، فكثرت الخلافات وحدث الانقسام، ومن ناحية أخرى كيف ذاع صيتها واكتسبت هيبة عند المسلمين، فصارت المدافع الأقوى ضد المغول والغزو الصليبي بعده. ثم بين قسمي المماليك – باعتبار أصول سلاطينهم – "المماليك البحرية" ثم "المماليك البرجية". وقد تخلل هذا الحكم العباسي لمصر، ثم سقوط "المماليك البحرية" وانتقال الحكم "للماليك البرجية" ثم أخيرا دخول السلطان العثماني لمصر. ويتناول كاتبنا في الأبواب الباقية عدة بقاع في الأمة الإسلامية خلال نفس الفترة الزمنية، فيصف أحوال الحكام والمحكومين، فيحدثنا في الباب الثاني عن "جزيرة العرب" ( الحجاز، اليمن، اليمامة، البحرين، عمان)، ذاكرا فيها الأسر الحاكمة والصدامات بينها ومن حولها وأهم الأحداث في تلك الآونة. وفي الباب الثالث يتطرق إلى "دولة المغول"، والتي أغفل ذكرها العديد من المؤرخين إذ يعتبرونها ذلك العدو الغاشم الذي سفك دماء المسلمين وخرب بيوتهم، ويجهلون أن قسما منهم دخل الإسلام ودافع عنه بل ومنهم من قاتل ضد "هولاكو" في "عين جالوت". ثم يتجه الكاتب شرقا ليكتب في الباب الرابع عن "المسلمين في الهند"، ثم يختتم تلك الحقبة الزمنية "بالأندلس وغربي إفريقية" في الباب الأخير. والكتاب يتسم بالأسلوب الأدبي الرصين والروح الإسلامية الصافية، ويرسم صورة حية للأمة المسلمة لكي يحتذيها المسلمون جيلا فجيل، ويزيف أباطيل أعداء الإسلام وخرافاتهم التي نسجوها حول تاريخ المسلمين الناصع. والكاتب كما عودنا يسرد التاريخ على نحو مفصل يزدحم بالأحداث والأسماء لئلا يفوت القارئ منها شيء، وهو لا يغفل التعليق على الأحداث وتقييم الأشخاص والدول وفقا لهوية إسلامية صادقة. وقد استند إلى العديد من المراجع التي أثبتها في آخر الجزء.