التوسط والاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد
علوي بن عبد القادر السقاف
التوسط والاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد
نبذة عن الكتاب

تهدف هذه رسالة إلى بيان المكفرات القولية والعملية من خلال أقوال العلماء. وقد أوضح المؤلف أسلوب جمعه للأقوال حيث قام بسرد أقوال العلماء الدالة على أصل عظيم في باب الأسماء والأحكام، وهو أن الكفر يكون بالقول والعمل، كما يكون بالاعتقاد، فتحصل له منها مئات الأقوال لأكثر من مائة عالم نقل بعضهم الإجماع على ذلك. وهو أصل ضلت فيه طائفتان، طائفة غلت، فكفرت المسلمين بكل ذنب، وطائفة جفت، وأرجأت الأعمال، بل منهم من أرجأ الأقوال والأعمال عن مسمى الإيمان، فأخطأت في جانب التكفير، ولم يُكَفِّروا إلا بالتكذيب. وهذا ضلال عن الحق. ورغم ذلك فإنه ليس من أهداف الكتاب الرد على شبهات المرجئة لأن ذلك يقتضي حصر شبهاتهم والرد عليها بالوحيين ثم ذكر أقوال الصحابة والتابعين ومن تبعهم من العلماء، ولكنه رد على من ينسب للسلف القول بحصر التكفير في الاعتقاد فقط أو اشتراط الاعتقاد في التكفير بالقول أو العمل. وتأتي أهمية الرسالة من توضيحها أن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل، وأن الكفر منه ما هو اعتقادي، ومنه ما هو قولي، ومنه ما هو عملي، وهذا هو الذي تدل عليه نصوص الكتاب والسنة. وقد بدأ المؤلف محتوى كتابه بمقدمة عن إثبات أن الكفر العملي لا يعني بالضرورة أنه غير مخرج من الملة؛ بل إن الذبخ لغير الله، والسجود لغير الله شأنها شأن سب الله أو رسوله كلها من الكفر العملي الأكبر دون اشتراط اعتقاد الكفر بالقلب، فهذا الاشتراط من مذهب المرجئة. أما عن موانع التكفير عند أهل السنة فإنها أربعة: الجهل، والخطأ، والتأويل أو الشبهة، والإكراه. ثم إن المؤلف أوضح أمورا تتعلق بمنهج الكتاب؛ أولها اختصار العبارات التي تمثل مجمل أقوال العلماء في المسألة، والاستشهاد بأقوال بعض فقهاء المذاهب من الأشاعرة والماتريدية لأن ذلك أبلغ في الاستشهاد، كما أنه رتَّب العلماء على حسب وفياتهم، والأحياء منهم على حسب ولادتهم؛ فكان منهم أئمة أعلام من القرون الأولى، ومفسرون، وعلماء مجتهدون، وفقهاء المذاهب وإن لم يسلم الكثير منهم من شيء من الإرجاء، وطائفة من علماء الدعوة النجدية. وقد آثر المؤلف نقل الأقوال كما هي دون التعليق عليها إلا بعض التعليقات اليسيرة وذلك لوضوح الكلام وجلائه. مع تركه للنقول الكثيرة المتعلقة بتكفير تارك الصلاة لاختلاف أصحاب الحديث فيها. وقد تعمَّد المؤلف ترك العبارات المكررة والمتشابهة لا سيما في النقولات عن فقهاء المذاهب؛ ذلك للتأكيد على أن التكفير بالقول والعمل هو القول المعتمد عند أصحاب المذاهب الأربعة.