أصل هذا الكتاب رسالة نالت بها الباحثة درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر في مصر. تقول الباحثة عن سبب اختيارها للموضوع: "كثرة التشويش والخلط المتعمد بين الحق والباطل وكثرة تكرار الشبهات في وسائل الإعلام المختلفة... مما جعل الأمر يختلط على كثير من الناس، خصوصا غير المتخصصين في العلوم الشرعية". ومن ثم تبرز أهمية الموضوع في كشف مخططات هؤلاء الذين يهدفون إلى تقويض الإسلام من قواعده. وقد اتبعت الباحثة منهجا علميا في بيان زيف كلامهم فقامت بجمع أقوالهم التي تدل على نواياهم الخبيثة من مصادرها المختلفة ثم تصنيفها وترتيبها على وفق ما وضعه علماء التفسير من مبادئ وهي المبادئ العشرة المعروفة للعلوم من حيث التعريف وبيان الموضوع ومعرفة الثمرة والفضل والنسبة والمصادر إلى غير ذلك. ثم قامت بتوضيح الآيات التي استدلوا بها على أقوالهم المستحدثة مع ذكر محاولاتهم التفسيرية التي قاموا من خلالها بتطبيق آرائهم الباطلة وشبهاتهم على آيات القرآن. وتتألف الرسالة من أربعة أبواب بعد التمهيد بتعريف علم التفسير والغاية منه. فأما الباب الأول فهو عن التعريف بالتيار العلماني الحديث وبيان هدف العلمانيين من الخوض في التفسير من نزع للقداسة عن النص القرآني وهدم مرجعية نصوص القرآن وكتب التفسير التراثية والعمل على تحلل المجتمع من عرى الدين مع إبطال دعواهم التجديد في علم التفسير. أما الباب الثاني فهو عن شبهات العلمانيين حول القرآن وتفسيره وعلاقة علم التفسير بغيره من العلوم وشروط المفسر وآدابه، مع الرد على تلك الشبهات جميعا. ثم جاء الباب الثالث عن موقف العلمانيين من مناهج علم التفسير سواء منها التفسير بالمأثور وموقفهم من تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم بأقوال الصحابة والتابعين، وكذا موقفهم من تفسير القرآن بالرأي واللغة والإعراب والتراكيب. وأخيرا جاء الباب الرابع ليوضح أسباب تهافت أقوال العلمانيين في التفسير. وقد جاءت الرسالة مستوفية لعناصر موضوعها من حيث التنظيم والمضمون، إلا أن غالب استشهادات مشاهير العلمانيين هي من بلد الباحثة مما قد يستدعي توسيع دائرة الشواهد لتكمل الفائدة. أما العزو للمصادر وشرح المفردات وتخريج الأحاديث والتعريف بالأعلام فقد جاء كل ذلك على نحو واف.