هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة محمد سليمان عبد الله الأشقر، الفقيه الأصولي. حاز الشيخ على الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وكان موضوع رسالته "أفعال الرسول ﷺ ودلالتها على الأحكام الشرعية"، كما اشغل بالتدريس في عدد من الجامعات والمعاهد العلمية المرموقة. وهذا الكتاب مختصر في أصول الفقه، أعده الشيخ لطلاب هذا العلم الشريف، ليكون مقدمة ومدخلا ميسرا لدراسته. وهو كما أسماه معد للمبتدئين، إلا أن البعض يراه فوق مستوى المبتدئين بقليل. ويتكون الكتاب من عشرة أبواب، تسبقها مقدمات عرف فيها المؤلف بأهم المصطلحات في علم أصول الفقه وقواعد الأدلة والفرق بين علم الفقه وعلم أصول الفقه وغيرها من المقدمات الأساسية. والباب الأول يتناول موضوع الحاكم؛ والباب الثاني في الحكم الشرعي، التكليفي والوضعي؛ والثالث في المحكوم عليه؛ والرابع في المحكوم فيه؛ أما الباب الخامس ففي أدلة الأحكام الشرعية، وهي ثلاثة أقسام: القرآن والسنة والإجماع؛ والباب السادس في كيفية دلالة القرآن والسنة على الأحكام الشرعية، وفيه ثلاثة أقسام؛ والباب السابع في تعارض الدليل؛ والثامن في الاجتهاد؛ والتاسع في الفتيا والتقليد؛ والباب العاشر بحث تطبيقي وهو مكون من فصلين. ولم يرد المؤلف بهذا الكتاب الاستقصاء، وإنما قصد تعريف المبتدئين في هذا العلم بأهم المصطلحات والأفكار الرئيسية لأصول الفقه. كما سار فيه في الغالب على طريقة الجمهور، وأحيانا يتناول بعض مباحثه على طريقة الحنفية على حسب ما يظهر له الصواب. والكتاب في الجملة مستقيم وفيه أمور يسيرة مثل عدم الوضوح في الاحتجاج بخبر الواحد. ويتميز الكتاب بوضوح عبارته وبساطتها، كما اهتم بترتيب فصوله وموضوعاته على نسق علمي منهجي لتصلح مادة علمية للمبتدئين، ويسهل تدريسها في المعاهد والكليات الشرعية. وقد أضاف الشيخ لمباحث الكتاب مسائل للمناقشة تعين على مزيد من الفهم والتفكير والتدبر، وتمرينات يتمرس بها الطالب على تطبيق قواعد هذا العلم على أدلة الأحكام. كما ألحقت تلك الرسالة بـ(مكتبة الفقيه) التي تضم أهم الكتب التي يحتاج إليها الطالب في طلبه للعلم الشرعي، فيها أهم الكتب والمراجع الشرعية مقسمة على ثلاث مستويات مختلفة. وقد أوصى الكثيرون بالكتاب ومنهم العلامة بكر أبو زيد رحمه الله.