هذا الكتاب القيم من تأليف الأستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان، أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقا، وأستاذ الشريعة ورئيس قسم أصول الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقا، وأستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقا، وأستاذ متمرس في جامعة بغداد. وقد أعد المؤلف في موضوع أصول الفقه العديد من المذكرات قبل سنين من نشر الكتاب لطلاب الصف الرابع في كلية الحقوق بجامعة بغداد، ثم قام بجمعها لتكون هذا الكتاب الذي بين أيدينا. وقد أقدم على تأليف موجز في هذا العلم العظيم ليكون مسلكا لطلاب العلم المبتدئين في معرفة اصطلاحات أهل هذا الفن ونهجهم في وضع قوانين هذا العلم، فلا يستوحشون منها إذا رجعوا إلى كتبهم - أي كتب الأصوليين. وفي هذه الطبعة نجد المؤلف قد أضاف إليها بعض الأمثلة من القوانين الوضعية لقواعد أصول الفقه المتعلقة بتفسير النصوص، لأن هذه القواعد الأصولية هي موازين لفهم العبارة العربية وصحة تفسيرها ومعرفة المراد منها، ولذلك فتعد تلك الطبعة من أجود طبعات هذا الكتاب وأكملها. وقد قسم المؤلف مباحث الكتاب إلى أربعة أبواب أساسية، بعد المقدمة التي جعلها تمهيدا ومدخلا لدراسة هذا الموضوع من حيث التعاريف والاصطلاحات والمفردات، وتاريخ التأليف في هذا العلم، والمنهجية المتبعة قديما والتي سلكها المؤلف في كتابه. ففي الباب الأول تناول مباحث الحكم الشرعي؛ والباب الثاني في أدلة الأحكام؛ والباب الثالث يتناول فيه طرق استنباط الأحكام الشرعية وقواعده وما يلحق بهذا كله من قواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ؛ ثم في الباب الرابع والأخير يتناول المؤلف موضوع الاجتهاد وشروطه، والمجتهد، والتقليد ومعناه، مدرجا تحت كل باب العديد من المباحث الأساسية التي تتضمن الحديث في شتى جوانب الموضوع بطريقة تسهل على طالب العلم استيعاب المادة، نظرا لكون هذا الكتاب موجها للطالب المبتدئ، فبينما انتهج المؤلف نهج العلماء المتقدمين في تدوين علم الأصول، إلا أنه اعتنى بتبسيط الألفاظ وفك التعقيد عن المعلومة وجعلها في متناول المبتدئ من حيث التقسيم الواضح وبساطة الأسلوب معا، إلى جانب التدريج في إيصال المعلومة والفائدة، ودعم ذلك بالأمثلة، بالإضافة إلى سمة الكتاب الأهم والغرض منه وهو أن يكون وجيزا مختصرا غير مخل بجوانب العلم الأساسية. وفي المجمل فإن الكتاب الذي بين يدينا قد جمع قواعد أصول الفقه المبسوطة في شتى كتب الأصول على كل المذاهب فهو مقتبس من كتب أصولية من المذاهب الأربعة ومذهب الجعفرية والظاهرية، كما أضاف أيضا مواد القانون المدني العراقي والمصري لغرض المقارنة.