أصل هذا الكتاب رسالة علمية نال بها المؤلف درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في فرع العقيدة. وموضوع هذا الكتاب له قيمة كبيرة في نفسه وأهمية عظيمة بالنظر إلى واقع كتابته. فأما قيمته في نفسه فلكونه قضية إيمان وكفر؛ ذلك أن الولاء والبراء أصلان من أصول الإسلام، وهما مظهران من مظاهر إخلاص المحبة لله ثم لأنبيائه والمؤمنين. ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقيق الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممن يستحق البراء. وأما عن أهميته في الواقع فترجع إلى غفلة كثير من الناس عما يجب تجاه المؤمنين والكافرين من علاقة ظاهرة وباطنة. وهذا ما دفع الكاتب إلى التصنيف في هذا الباب ليبين مكانة هذا الموضوع في دين الله، والخلل الذي أصاب تطبيقه في واقع المسلمين؛ كتعظيم الكفار ومحبتهم ونصرتهم على أولياء الله، ثم استيراد قوانينهم الأرضية وإحلالها محل الشريعة الغراء، والدعوة إلى القوميات وغيرها من المذاهب الفكرية المعاصرة. ولقد جاء المؤلف في منهجه على الولاء والبراء من جميع جوانبه، ونقل في ذلك كثيرا من كلام العلماء، وقدم ومهد وعقب وعلق، واستدل على ما جاء به من مبادئ الولاء والبراء بالقرآن والسنة وبكثير من آثار الصحابة ومن تبعهم من السلف. كل ذلك بأسلوب سهل في العرض ومتوسط في الطول وشامل في الاستدلال. أما عن تفاصيل موضوعات الكتاب فإن الكاتب قد قسم كتابه إلى ثلاثة أبواب. أما الباب الأول عن مفهوم الولاء والبراء فقد مهد لموضوعه بمقدمة طويلة عن كلمة التوحيد وآثار الإقرار بها في واقع الإنسان وما يضادها من الكفر. ثم إنه تحدث في صلب موضوعه عن معنى الولاء والبراء لغة وشرعا وأهميتهما وكيف عرض القرآن لهذا الأصل العظيم. ثم تناول جذور العلاقة بين أولياء الله وأولياء الشيطان متمثلة في العداوة الأزلية بين آدم وإبليس. بعدها تناول عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء. ثم تحدث عن الأسوة الحسنة في هذا الباب في القرون الماضية، يعقبها تطبيقه في العهد المكي ثم في العهد المدني. ثم يأتي الباب الثاني عن مقتضيات الولاء والبراء فتحدث فيه الكاتب عن الهجرة وأحكامها، والنهي عن التشبه بالكفار صيانةً للمجتمع المسلم، والفرق بين الموالاة وحسن المعاملة. أما الباب الثالث فكان عن صور تطبيقية للولاء والبراء في الماضي والحاضر.