يعد هذا الكتاب من أوسط كتب المؤلف في العقيدة، والتي تنوعت بين المنظوم والمنثور والمختصر والمبسوط. وتبرز أهميته من أهمية العلم الذي يبحث فيه؛ يقول المؤلف عن أهمية كتابه: "فهذا مختصر جليل نافع، عظيم الفائدة، جمّ المنافع، يشتمل على قواعد الدين، ويتضمن أصول التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأُنزلت به الكتب، ولا نجاة لمن بغيره يدين، ويدل ويرشد إلى سلوك المحجة البيضاء ومنهج الحق المستبين". وقد أثبت المؤلف عنوان كتابه في مقدمته، إلا أنه اشتهر أيضا باسم "مائتي سؤال وجواب في العقيدة" لكونه على طريقة السؤال والجواب النافعة لطلاب العلم وعامة المسلمين على السواء، فجاءت هذه الطريقة تسهيلا لهم في فهمه وحفظه، وإثارة لانتباههم في تحصيل علمه. يقول المصنف عن أسلوبه في تصنيف الكتاب: "وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها، ليتضح أمرها، وتتجلى حقيقتها، ويبين سبيلها. واقتصرت فيه على مذهب أهل السنة والاتباع، وأهملت أقوال أهل الأهواء والابتداع". وذلك اكتفاء بما صنفه غيره من الأئمة من مصنفات مستقلة في الرد على المبتدعة. ويقول المصنف عن محتوى كتابه: "شرحت فيه أمور الإيمان وخصاله، وما يزيل جميعه أو ينفي كماله". وقد أطال الشيخ الحديث في ركن الإسلام الأول: الشهادتين؛ فبيَّن شروط شهادة أن لا إله إلا الله، ودليل كل شرط، ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله، ومقتضاها. وقد شغل ركن الإيمان بالله ما يزيد عن ربع الكتاب. ثم تحدث الشيخ عن بقية أركان الإيمان الستة؛ متحدثا عن الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدَر. وختم الشيخ مبحث أركان الإيمان بالحديث عن شُعب الإيمان ناقلا ذلك من فتح الباري. وتحدث عن الإحسان. ثم تحدث عما يناقض الإيمان من الكفر بأقسامه والظلم والنفاق والفسوق، مع التمثيل لكل قسم وبيان دليله. وتحدث عن السحر والكهانة والتنجيم وما يتفرع عنها. وتحدث عن المعاصي مبينا قسميها من الصغائر والكبائر مع تعريف كل قسم وبيان بعض أمثلته، وما يكفره التوبة وغيرها، وحكم من مات من الموحدين مصرا على كبيرة، وهل الحدود مكفرة لأهلها؟ والجمع بين أدلة الوعيد وأدلة الرجاء. وتحدث عن البدعة معرفا لها ومبينا أقسامها وحكم كل قسم. وختم الشيخ كتابه ببيان واجب المسلم تجاه أصحاب رسول الله مبينا مناقبهم وفضائلهم والأدلة على خلافة الخلفاء، وعرَّج على حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكرامات الأولياء، والمعني بالطائفة المنصورة.