عقيدة أهل السنة والجماعة
ابن العثيمين
عقيدة أهل السنة والجماعة
نبذة عن الكتاب

تعد هذه الرسالة صغيرة الحجم شاملة لأسس عقيدة أهل السنة والجماعة، مع الاستدلال المجمل عليها من الكتاب والسنة. وقد جعلها اختصارها مفيدة لعامة الناس والمبتدئين من طلبة العلم. وكان هدف الكاتب أن يجمع عقيدة أهل السنة موجزة في أركان الإيمان الستة. وتبرز أهمية الكتاب في قدرة الكاتب الفائقة على اختصار عقيدة أهل السنة والجماعة في متن صغير كهذا. مما يجعله في حاجة إلى الشرح نظرا لكثافة المحتوى. ويقول الكاتب عما دفعه إلى تصنيف رسالته: "ولأهمية هذا الموضوع وتفرق أهواء الخلق فيه أحببت أن أكتب على سبيل الاختصار عقيدتنا.. عقيدة أهل السنة والجماعة" وهي تمتاز بأنها عقيدة أثرية مختصرة تصلح أن تقرر في المدارس لتصحيح اعتقاد التلاميذ لخلوها من الغلو والجفاء وموافقتها لما كان عليه الصدر الأول. ويستخدم الكاتب في أسلوبه ضمائر المتكلم في الجمع في الأسماء والأفعال كقوله: "عقيدتنا" "فنؤمن" "ونرى" "ولا نقول" "ونتبرأ" "ونعلم"... ثم إنه قسم كل ركن من أركان الإيمان الستة في فصل مستقل، واستهل كل فقرة بفعل من الأفعال السابقة، وغالبا ما يكمل عبارته بالدليل من الكتاب على المسألة موطن العرض. ومن ثم جاء محتوى الرسالة في ستة فصول تتناول أركان الإيمان الستة بالترتيب. وقد استهل المؤلف كتابه ببيان منهجه في إثبات أسماء الله وصفاته بدون تمثيل أو تكييف، وفي النفي على الكتاب والسنة وما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم، مع تبرئه من طريق المحرفين والمعطلين والغالين في النصوص، ووجوب إجراء النصوص على ظاهرها مع الإقرار بأن ما جاء في الكتاب والسنة فهو الحق، ولا تناقض بينهما؛ فمدعي التناقض زائغ قلبه، ومتوهم التناقض قليل العلم أو قاصر الفهم أو مقصر في التدبر. وتناول الكاتب على الترتيب في فصول كتابه ركن الإيمان بالله وهو توحيده تعالى بربوبيته وأسمائه وصفاته وألوهيته، وذكر علوه ومعيته واستوائه على العرش، وإرادته الكونية والشرعية، وما جاء في القرآن والسنة من كلامه وغضبه وحبه ورضاه وكراهته. كما تناول صفات نزوله تعالى إلى السماء الدنيا ومجيئه للفصل بين العباد يوم المعاد. ثم انتقل الكاتب إلى الركن الثاني وهو الإيمان بالملائكة والأعمال التي كلفوا بها، والحديث عن البيت المعمور. وفي الفصل التالي تناول الإيمان بالكتب والمعلوم لنا منها وهيمنة القرآن على الكتب السابقة بحفظ الله تعالى له، وما وقع فيما سواه من تحريف وزيادة ونقص. وفي الفصل الذي يليه تناول الإيمان بالرسل وأولهم نوح وآخر محمد صلى الله عليه وسلم، وأفضل الرسل المخصوصين بالفضل، وفضل شريعة خاتم النبيين واحتوائها على فضائل الشرائع السابقة. ثم الإيمان باليوم الآخر وفتنة القبر. وختم فصول كتابه بالحديث عن القدر ومراتب الإيمان به وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق، والجمع بين اختيار العبد وبين قدرة الله وعلمه بإنفاذ مشيئته. ثم ختم كتابه بثمرات الإيمان بكل ركن من أركان الإيمان الستة.